عندما أعلن عن فوز الرئيس السوري بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية بنسبة 95.1% من الأصوات، أصدر الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل بياناً قال فيه: "لم تستوف (الانتخابات) أياً من معايير التصويت الديمقراطي الحقيقي"، مضيفاً: "لا يمكن أن تؤدي لانتخابات إلى أي إجراء من التطبيع الدولي مع النظام السوري".
في تقرير موسع، كشفت
شبكة "Euronews" أنّ مواقف بعض الدول الأوروبية تتعارض مع بروكسيل، مبينةً أنّ "ما لا يقل عن 4 دول أوروبية" تمتلك بعثات ديبلوماسية في سوريا. وأضافت الشبكة بالقول إنّ بعض دول الاتحاد الأوروبي تبدي استعداداً لإعادة العلاقات الديبلوماسية مع دمشق، علماً أنّ التشيك أبقت على سفارتها مفتوحة رغم اندلاع النزاع.
وفي التفاصيل أنّ الشبكة نقلت عن مصدر ديبلوماسي قوله إنّ أغلبية الدول الأوروبية أخلت سفاراتها في سوريا، حيث يعمل ديبلوماسيوها من لبنان ويزورون دمشق بين وقت وآخر. وتابع المصدر بالقول إنّ بعض دول الاتحاد الأوروبي التزم بسياسة صارمة حيث أغلق سفاراته في سوريا وقطع علاقاته معها، مؤكداً أنّ عدداً متزايداً من دول الاتحاد عمد إلى تعزيز وجوده الديبلوماسي في سوريا في الأشهر الماضية.
1-
بلغاريا: كشفت الشبكة الأوروبية أنّ بلغاريا تتمتع بوجود ديبلوماسي دائم في سوريا عبر سفارتها. وقد عيّنت بلغاريا تيغران غيفورغيان سفراً في دمشق.
2-
قبرص: قال القائم بالأعمال القبرصي في دمشق، سيفاغ أفيديسان، إنّ سفارة نيقوسيا في دمشق بصدد استئناف العمليات وستعاود الفتح في الأسابيع المقبلة.
3-
هنغاريا: عينت هنغاريا قائماً بالأعمال وقنصلاً في سفارتها في دمشق العام الفائت. وبحسب ما نقلت "Euronews" عن مصدر، فإنّ السفارة "مفتوحة إلا أنّ أنشطتها محدودة".
4-
النمسا: أكّدت وزارة الخارجية النمساوية أنّ فيينا تسيّر أعمال السفارة من بيروت، قائلةً: "لم تغلق سفارة النمسا في دمشق يوماً واحداً، إلا أنّه تم نقل أغلبية طاقم العمل إلى بيروت لدواعٍ أمنية في العام 2012".
5-
اليونان: تتحدّث تقارير عن استعداد أثينا لإعادة فتح سفارتها في دمشق "في غضون أسابيع"، علماً أنّ راية اليونان والاتحاد الأوروبي شوهدتا مرفوعتيْن في دمشق مؤخراً.
في تعليقه، أوضح مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، جوليان بارنس-ديسي، أنّ الحفاظ على وجود ديبلوماسي مماثل في سوريا لا يتعارض مع سياسة الاتحاد الأوروبي الداعية إلى عدم تطبيع العلاقات مع النظام.
وقال الخبير: "مستوى الاتصالات متدن جداً وبعيد ومن شأننا أن نقع في فخ من صنع أيدينا إذا ساويناها بالاعتراف الديبلوماسي". وأكّد بارنس-ديسي أنّ هذه الاتصالات "خدمت هدفاً قيماً"، بما في ذلك فهم الوضع على الأرض وتفعيل دعم الاتحاد الأوروبي الإنساني في سوريا.
التقارب الأوروبي مع دمشق يطرح تساؤلات حول إمكانية عودة العلاقات إلى طبيعتها قريباً. وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر متعددة للشبكة أنّ تطبيع الاتحاد الأوروبي العلاقات مع الأسد ليس قريباً، إذ رأى عضو البرلمان الأوروبي، النائب باري أندروز، أنّ الموقف من سوريا لم يتغير على مستوى الاتحاد، مؤكداً في الوقت نفسه أهمية حفاظ الاتحاد على قنوات اتصال مع دمشق.
يُشار إلى أنّ الحديث عن تقارب أوروبي مع الأسد يأتي بعد
لقاء رئيس المخابرات السعودية الفريق خالد الحميدان بنائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية اللواء علي مملوك في دمشق، وهي الخطوة التي ربطها خبراء بتحولات على المستوييْن الإقليمي والدولي لجهة عودة الأسد بعد مرور 10 سنوات على النزاع.