وكأن الجميع سلّموا باستحالة الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة بسبب الخلاف المستحكم بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه من جهة ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري من جهة ثانية، لكن لا احد يريد اعلان الفشل، على وقع ازمة مالية واقتصادية واجتماعية لم يشهد لها لبنان مثيلا.
من هنا فان جميع المعنيين يعملون، كلّ على طريقته، على ملء "الوقت الضائع" حتى موعد الانهيار التام ، بافكار واقتراحات لحل الازمة الحكومية لعل وعسى.
وفي هذا الاطار يتوقع ان تحسم الكلمة التي سيلقيها الامين العام لحزب الله حسن نصرالله يوم الجمعة "اللغط" السائد حيال موقفه الداعم لمبادرة الرئيس نبيه بري، والمتضامن في الوقت ذاته مع " حليفه العوني" لا سيما في ضوء ما اعلنه النائب جبران باسيل الاحد الفائت.
ووفق المعلومات فان حزب الله ، يسعى للتوفيق بين اسس مبادرة بري ومطالب "التيار" في موضوعي الثلث المعطل داخل الحكومة وتشارك عون والحريري في تسمية الوزيرين المسيحيين ، على ان يكون المخرج لعودة "التيار" عن قرار عدم منح الحكومة الثقة بالتوافق على ادراج جملة "مطالب عونية" في البيان الوزاري وابرزها موضوع"التدقيق الجنائي".
وكان اللافت في هذا الصدد ان احد المواقع الالكترونية الزميلة نقل عن مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله” الحاج وفيق صفا نفيا لما كان " لبنان 24 " تفرد بنشره مساء امس الاول عن لقاء جمع صفا والنائب جبران باسيل ، ليعود الموقع الالكتروني نفسه بعد بعض الوقت ويوضح" ان ما ورد من كلام للحاج وفيق صفا لم يكن تصريحا صحافيا بل دردشة خاصة لا اكثر".
وفيما اعاد الرئيس بري التأكيد مجددا في حديث صحافي اليوم انه" ليس في وارد التراجع عن مبادرته تحت اي ظرف"، نُقل عن مصادر الرئيس الحريري قولها من " انه لو كانّ في الافق الحكومي ايجابيات لما كان الرئيس المكلّف قد سافر الى الامارات العربية المتحدة ، وانه اذا استجدت اي معطيات جديدة، فالحريري سيكون في بيروت بخلال 3 ساعات".