لم يحصل في عز الحرب الماضية ، أن تراكمت المشاكل على اللبنانيين ، كما هي حالهم اليوم، فباتوا لا يعلمون كيف تأتيهم المصائب وتتراكم دفعة واحدة، وكل مصيبة اقوى من سابقاتها . ولسان حالهم قول المتنبي "رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ وهانَ فما أُبالي بالرزايا لأنّي ما انتفعْتُ بأن أبالي".
لكن الثابت ان المصيبة الكبرى مصدرها سلطة بلا ضمير ولا مسؤولية تتعاطى بازدراء مع وجع الناس وتذلهم وتمضي في نهج التعطيل والمحاصصة، والانكى انها "تطرّز" بيانات الثناء على مواقف مرجعيات رغم الدليل الساطع بالصوت والصورة ان هذه المرجعيات، تقوم "ببهدلتها" علنا. فهل هناك اوقح وافجر من هكذا تصرف؟وهل من انفصام ونكران اكبر من هذا؟
الكلام عن الحكومة بات كمن يحاول قلب صفحات رواية مملة بحثا عن عنصر تشويق ما، فلا يجد الا مللا وتكرارا ممجوجا ، ما عدا الرهان على عودة الرئيس المكلف سعد الحريري الى بيروت نهاية الاسبوع، كما هو متوقع، بعد زيارة لمصر تشكل في الوقت الحاضر محاولة لرصد طبيعة التحوّلات العربية والدولي تجاه لبنان بعد اجتماع وزراء خارجية كلّ من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية.
وفي بيروت، ترقب لاجتماع متوقع بين رئيس مجلس النواب نبيه بري والحريري، على وقع كلام منسوب الى اوساط "الثنائي الشيعيّ " ومفاده انه يفضل عدم اعتذار الحريريّ من منطلق ان الذهاب الى تكليف شخصية أخرى ستكون دونها عقبات كثيرة، وبالتالي فإن المزيد من الوقت سيهدر من دون تكليف وتأليف، وبالتالي هذا الأمر لا يصب في مصلحة أحد وتحديداً العهد".
لكن العهد في مقلب آخر مغاير تماما، حيث تفيد المعلومات ان "سيد العهد" ماض، في اعداد الخيارات المحتملة في حال وصلت الاتصالات الحكومية، وسط ضياع كبير في الخطوات الني يمكن ان يتخذها، ولكن اكثرها ترجيحا اطلالة تلفزيونية يقول فيها" كل شيء"، كما تقول اوساط قصر بعبدا.
ووفق اوساط قصر بعبدا فان الرئيس عون عمل كل ما بوسعه لتأليف الحكومة وتسهيل ولادتها، ولكن الرئيس المكلف سعد الحريري يبقى معظم الوقت خارج البلاد وبالتالي لا امكانية للحوار والنقاش حول صيغة الحكومة المرتقبة".
والملفت في كلام الاوساط " القول ان بعبدا رحبت بمبادرة الرئيس بري التي تقضي بتشكيل حكومة من 24 وزيرا لكن الرئيس بري لم يعرض خطوطها العريضة لهذه المبادرة او اسسها وقواعدها".
اما اوساط اوساط التيار الوطني الحر فتروّج مجددا لمقولة "ان خيار الاستقالة من المجلس النيابي عاد ليطرح بقوة، في محاولة لاحراج الاطراف الاخرين انتخابيا واولهم " القوات اللبنانية" المتشبثة بالكرسي"، كما يقول مصدر قيادي في " التيار".
ويضيف" ان الاستقالة، وهي باتت مرجحة ، من شأنها ان تقلب كل المقاييس وتعيد تكوين السلطة من جديد وفق قواعد التمثيل الحقيقية.