قامت بعثة أثرية برئاسة الدكتور Tara Steimer-Herbet (جامعة جنيف) بالتعاون مع الدكتور فلوريان كوسو (جامعة جنيف) والدكتور Zuzanna Wygnanska من الأكاديمية البولندية للعلوم في وارسو) بإشراف المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة بدراسة ورفع ثلاثي الأبعاد للنقوش الصخرية في احد المواقع الاثرية التاريخية في بلدة منجز- عكار.
سمحت هذه الأعمال الميدانية بدراسة وتوثيق وحفظ النقوش الصخرية التي تم اكتشافها في المنطقة الواقعة بين وادي عين البعيدي ونهر منجز على أراضي تابعة لبلدية منجز.
كرم
وقد تكون هذه النقوش الصخرية معاصرة أو أقدم من الآثار الميغاليتية التي تم بناؤها في الألفية الرابعة أوالثالثة. وهي تشكل تراثا فريدا للبنان وفق ما قالت مديرة مكتب مديرية الآثار في الشمال سمر كرم التي اشارت ايضا الى أن "البعثة الخاصة استخدمت بدراسة النقوش الصخرية ثلاث تقنيات: الصور الجوية، والمسح التصويري ، والصور الفوتوغرافية بأوقات مختلفة من النهار والليل، مع مناظر قريبة للتفاصيل لإظهار النقوش بشكل أفضل . وقد سمحت أعمال التوثيق هذه برفع النقوش رقميا والحصول على العديد من نماذج التصوير".
اضافت: "إن استخدام الرفع الثلاثي الأبعاد سمح بدراسة أكثر من ثلاثين نقشا بعضها على شكل ثعبان وذلك خلال 12 يوما.
وقد سهل عمل البعثة المشاركة التقنية والعلمية من قبل سليم جرمانوس ويوسف شومر من المديرية العامة للآثار وموظفي بلدية منجز.
واعتبرت كرم "ان المنحوتات الصخرية المكتشفة في منجز، تشكل اكتشافا استثنائيا لم يوثق أي مثيل له حتى يومنا هذا في لبنان ولا حتى في الشرق الأوسط".
وفي هذا السياق، تعد الدكتور تارا ستيمر-هيربيت من جامعة جنيف والدكتور سوزانا ويجنانسكا من الأكاديمية البولندية للعلوم في وارسو مع العديد من الخبراء لمشروع دراسة وتحضير قاعدة بيانات علمية في المنطقة على مرحلة تمتد من 2022 الى 2025.
بحيث ان هذه المعالم الأثرية العائدة لعصور ما قبل التاريخ ومعالم الألفيتين الرابعة والثالثة قبل الميلاد، تعتبر، من المعالم المحفوظة بشكل جيد نسبيا. على الرغم من كونها مهددة بشدة من قبل الأعمال الزراعية وبيع الأحجار إلى المقالع ومعامل الحجارة".
ويشار الى أنه بين عامي 2017-2018 تم وضع مخطط لتعزيز وحماية القبور الصخرية الميغاليتية التي تعود الى عصور ما قبل التاريخ في بلدة منجز في منطقة عكار. وذلك بالتعاون بين جامعة جنيف ومتحف Château-Musée de Bélesta في فرنسا ، ومتحف عصور ما قبل التاريخ في بيروت وبلدية منجز والمديرية العامة للآثار،وذلك بتمويل من المجلس البريطاني.وتضمن المشروع مسار زيارة 11 مقبرة مغاليتية عبر طريق للمشاة بالإضافة الى تأهيل بيت التراث Maison du Patrimoine حيث تعرض مجسمات لبقايا من عصور ما قبل التاريخ والمعبد الروماني وقلعة الفترة الصليبية وكنيستي سيدة القلعة ومار دانيال.