تحدّث نقيب أطباء لبنان في بيروت البروفسور شرف أبو شرف بشأن الطفلة جوري السيد، موضحًا "أن المعلومات الأولية من قبل طبيبة الأطفال الخاصة بالطفلة كانت قد عاينتها قبل يومين وكانت عندها تعاني من التهاب في الأذنين، فوصفت لها مضادًا حيويًا وبانادول. لكن حالة الطفلة ساءت يوم السبت فاتصلت الوالدة بالطبيبة مجددًا وطلبت منها الحضور إلى طوارئ المستشفى المركزي في المزبود في الإقليم، حيث عاينتها وكانت تعاني من حرارة مرتفعة جدًّا مع رجفة. واعتبرت أنها تعاني من الصدمة الإنتانية. فأعطتها العلاج اللازم، وتواصلت مع طبيب الأطفال المختص في مستشفى حمود في صيدا، الذي يتوفر فيه قسم للعناية الفائقة بالأطفال. وتم تأمين سرير للطفلة وجرى الاتصال بعدها بالصليب الأحمر لنقلها إلى مستشفى حمود في صيدا، غير أن الأهل لم يريدوا الانتظار فنقلوها على مسؤوليتهم في سيارتهم الخاصة".
وأضاف أبو شرف: "وفي هذا الوقت كانت الطبيبة قد أعطت الطفلة الأدوية اللازمة والتخدير وتمنّت على الأهل عدم نقل الطفلة في سيارتهم، لكنهم أصروا على ذلك فرافقتهم، وسرعان ما ساءت حالة الطفلة فانخفض نبضها واضطرت الطبيبة أن تعود بها الى طوارئ المستشفى وتقوم بعملية إنعاش لها، لكن للأسف أتت دون نتيجة".
ولفت أبو شرف إلى "الإشاعات التي يجري التداول بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومنها ما يشير إلى عدم توفر الدواء اللازم ما أدى إلى وفاة الطفلة" مؤكداً أن "هذا الأمر غير صحيح". وتمنى على "الوسائل الإعلامية عدم استباق التحقيق العلمي وتوخي الحذر وعدم نشر معلومات غير دقيقة، قبل التحقّق من أهل العلم والاختصاص، لأن وضعنا لم يعد يحتمل المزيد من البلبلة والضياع ".
وأكد "أن المشكلة الكبيرة التي نعاني منها بشكل عام والتي سلّطنا الضوء عليها مرارًا، تكمن في عدم وجود مراكز عناية فائقة للأطفال في المستشفيات الجامعية وأسرّة كافية، فضلًا عن ضآلة الأطباء الذين يقومون بهذا العمل"، محذّرًا من الخطر الذي يلحق بمثل هذه الحالات، عدا عن ملاحقات الاطباء القضائية والإعلامية، وبشكل خاص ما نسميه المطاردات القانونية في المخافر وعلى وسائل التواصل الاجتماعي".
وشدّد أبو شرف على "ضرورة تأمين ما سبق وذكرناه، كي لا نبقى نعيش في ظل هاجس هذا الخطر الموجود"، مشيرًا إلى "أن نقابة الأطباء ستقوم بالتعاون مع وزارة الصحة بالتحقيق في هذا الموضوع لدراسة جوانبه كافة، كما نشدّد على أنه في ظل الظروف الصعبة التي نعمل فيها، من الضروري توفّر وسائل نقل مختصة جاهزة لنقل الأطفال في مثل هذه الحالات، فضلًا عن التعاون جميعًا من أجل حماية صحة المريض، علمًا أن كثيرين من الأطباء المتخصصين في العناية الفائقة للأطفال قد اعتكفوا عن العمل في الآونة الأخيرة وهاجروا، لا سيما بعد صدور الحكم القضائي في قضية أحد الأطفال الذي قضى بتغريم الأطباء والمستشفيات المعنية بمبالغ طائلة، إضافة إلى الدفع مدى الحياة، دون الأخذ بالاعتبار الحالات الصعبة والوضع الاقتصادي والمعيشي المزري الذي يعاني منه الجميع". واعتبر أبو شرف أنه من الضروري أن يعي الجميع ذلك، لأن الاستمرار في هذه الحال سيؤدي إلى كوارث صحية ترتد سلبًا على المريض بالدرجة الأولى وعلى الوضع الصحي بشكل عام".
وأكّد "أن صحة المريض هي الخط الأحمر الذي ينبغي أن نعيه جميعا و نتعاون لتأمين كل ما يلزم كما ذكرنا للحفاظ على صحة المريض والطاقم الطبي و الاستشفائي تداركًا للكوارث."