اعتبر معهد إسرائيلي أن تفكك الدولة اللبنانية سيكون له آثار أمنية على إسرائيل، وأنه في ظل تلك الظروف ستزداد خيارات التصعيد لاسيما وإذا شنت إسرائيل عمليات استباقية ضد حزب الله.
وأوضح معهد "الدراسات الاستراتيجية الإسرائيلي" برئاسة اللواء احتياط عاموس يادلين أن "التسارع واضح بمسار تفكك لبنان حيث أن المعطيات السلبية القاحلة بمجال الاقتصاد والفساد والأزمة السياسية المستمر وغير القابل للحل يمكن ترجمتها إلى غياب الإدارة وعدم القدرة علي العمل، وانهيار النظام والضرر الكبير الذي لحق بمستوى المعيشة للمواطنين اللبنانيين".
وأضاف أن "هناك أزمة طاقة شديدة تتجلى بالطوابير الطويلة أمام محطات الوقود وفي انقطاع التيار الكهربائي على مدار الساعة ونقص بالمنتجات الأساسية وبالأدوية وارتفاع حاد في خط الفقر واتساع دائرة الأسر المنكوبة الموجودة على أبواب مجاعة كل ذلك جزء من الظواهر التي تقود إلى تفكك الإطار الذي يشكل الدولة".
وأشار إلى أنه "لتفكك الدولة اللبنانية آثار أمنية على إسرائيل، فحزب الله هو الهيئة الأكثر تنظيما في لبنان والوحيد الذي يتمتع بدعم دولة إقليمية وهي إيران"، وأضاف: "لذلك في الظروف الآخذة بالتدهور قد يقوم حزب الله بتشديد قبضته على لبنان وعلى وجهة الخصوص في جنوب لبنان على المدى المتوسط وإيران قد تقوم بتثبيت تواجدها في الدولة من خلال تدفق المساعدات الإنسانية السريعة وإمداد لبنان بالنفط ومن المتوقع أن تقوم إيران وحزب الله بإستغلال الوضع أيضا من أجل أن يستمر على ما هو عليه، ويمكن أن يقوما بتسريع مشاريع بناء قوة حزب الله العسكرية من خلال التركيز على إنتاج الصواريخ ذات القدرة على إصابة الهدف بدقة داخل إسرائيل".
وأضاف أنه "في ظل وجود الأزمة اللبنانية سيتوجب على حزب الله التركيز على التحديات الداخلية بلبنان بشكل سيفرض عليه قيود بكل ما يتعلق بالمواجهة الممكنة مع إسرائيل".
وأشار إلى أنه "مع ذلك سيظهر حزب الله حساسية شديدة لإمكانية أن تقوم إسرائيل بمحاولة استغلال الوضع بلبنان وتقوم بضرب قدرات حزب الله العسكرية. في ظل وجود تلك الظروف ستزداد خيارات التصعيد في أعقاب قيام إسرائيل بعمليات إحباط وقوع أحداث".
ولفت إلى أنه "من المرجح أن يقود القلق العميق من الوضع الكارثي الذي يوجد به لبنان إلى خلق منظومة دعم وزيادة وتيرة الدعم للجيش اللبناني من قبل المؤسسات الدولية والذي ينظر إليه الجيش اللبناني بأنه المؤسسة الوحيدة التي تمثل تكوين الدولة بكافة طوائفها والذي يمكن أن يكون بديلا مستقبليا عن حزب الله".
وتابع أنه "من المتوقع أن يقل بشكل كبير التفهم الدولي لأي ضرر قد يلحق بالبنية التحتية لدولة لبنان في حال اندلاع حرب مستقبلية بين إسرائيل وحزب الله".