اعتبر رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل في مقابلته الاخيرة ان ما حصل في ١٧ تشرين، يعود الى رغبة القوى الدولية بمنع زيارته الى سوريا التي كان قد لمح اليها قبل ايام من احداث تشرين. منذ ذلك الحين، تشكل عملية اعادة العلاقات الرسمية مع سوريا انقساما لبنانيا حدا.
تحدث باسيل ايضا عن مسألة النازحين معتبرا ان الغرب لن يستطيع بعد اليوم منع اعادتهم، لان سوريا لم تعد بحاجة للاموال الغربية لاعادة الاعمار. خاض باسيل كثيرا في الموضوع السوري، ما اظهر ان علاقته متينة بدمشق، لكن السؤال المطروح هو: هل يمكن اعتبار كلام باسيل تمهيدا لتحرك لبنان رسمي تجاهها؟
ترى مصادر مطلعة ان مساع جدية تقوم بها موسكو مع غالبية القوى السياسية اللبنانية من اجل الوصول الى اجماع مرتبط بإعادة النازحين السوريين وفق المبادرة الروسية، وعليه فإن هذا الجهد قد يكون مدخلا جديا لانهاء احدى اهم النقاط العالقة والتي تمنع بعض القوى السياسية من تسهيل عملية التطبيع مع سوريا، كي لا تزعج المجتمع الدولي الرافض لعودة النازحين.
وتقول المصادر انه وبعد الانتخابات الرئاسية السورية تبدل المشهد العام المرتبط بسوريا، اذ ان العلاقة بينها بين الدول العربية اخذت وستأخذ اتجاهات اكثر صراحة ووضوحا، كما ان ربط بعض الغرب عودة النازحين بالانتخابات الرئاسية انتهى، وهذه امور ستسهل على القوى السياسية اتخاذ قراراتها بشأن دمشق.
وتشير المصادر الى ان قوى الثامن من اذار بدأت تتعاطى مع الملف السوري بوضوح اكثر، اذ اعلن لاول مرة بعد الانتخابات الرئاسية السورية عن زيارة وفد حلفاء سوريا اليها، وقد ضم نوابا ووزراء، علما ان الامر نفسه كان يحصل بعيدا عن الاعلام منذ عدة سنوات.
وتلفت المصادر الى ان هناك تحضيرات جدية لزيارة رسمية لبنانية الى دمشق يقوم بها عدد من الوزراء في حكومة تصريف الاعمال على الا تكون زيارة ذات طابع فردي بل زيارة تأخذ طابعا رسميا مباشراً، يكسر المحرمات الموضوعة حول العلاقة الرسمية بين البلدين.
في الاصل لم يعد هناك عوائق جدية لاستعادة هذه العلاقات لطبيعتها، خصوصا ان بعض القوى السياسية التي خاصمت سوريا خلال السنوات الماضية بدأت تبحث عن وسيط يستطيع تقريب وجهات النظر بينها وبين دمشق.