على الرغم من التصريحات الروسية الملمحة إلى تبدّل سياسة موسكو إزاء إسرائيل في سوريا، يقول بين كاسبيت، الكاتب في موقع "المونيتور" الأميركي، إنّ إسرائيل تصب تركيزها اليوم على "التطورات المقلقة في لبنان". ويوضح كاسبيت أنّ إسرائيل تدرس مخاطر وخيارات التعاطي مع ملف صواريخ "حزب الله" الدقيقة، مشيراً إلى أنّ "أنظار إسرائيل تتجه اليوم إلى لبنان"، "البلد الجائع والمقسم"، الذي "يُرجح أن يكون بمثابة منصة لإشعال فتيل الحرب المقبلة مع إسرائيل"، إذا ما اندلعت.
ويلفت كاسبيت إلى إنّ إسرائيل "تعتقد أنّه كلما تدهور الوضع الداخلي أكثر، كلما زادت قوة "حزب الله" النارية تدميراً، إذا ما اختار الحرب مع إسرائيل"، مؤكداً أنّ "مشروع الصواريخ الدقيقة" يمثّل أكبر المخاوف الإسرائيلية.
وبعدما يوضح كاسبيت أنّ التقييمات الاستخباراتية الإسرائيلية تقدّر عدد الصواريخ الدقيقة بعدة عشرات، ينبّه من إمكانية ارتفاع هذا العدد ليصل إلى مئات في غضون سنتين إلى ثلاثة، "ما لم تُسجل تطورات غير متوقعة". ويعلّق كاسبيت محذراً من أنّ واقعاً مماثلاً من شأنه أن يكسر التوازن ويحوّل "حزب الله" إلى قوة قادرة على شل إسرائيل لأيام في حال حصول اشتباك عسكري.
وهنا يتساءل كاسبيت عما إذا سيعتبر "صناع القرار الإسرائيليون" هذا النوع من القوة المتعاظمة "خطأ أحمر" أو "سبباً لإعلان الحرب" أو "القيام بخطوة هجومية أخرى لوقف تسلّح "حزب الله" بالصواريخ الدقيقة". ويجيب كاسبيت: "أحد لا يملك إجابة لهذا السؤال المصيري".
ويضيف كاسبيت: "يتردّد أنّ القيادات العسكرية الإسرائيلية العليا تعتقد أنّ إسرائيل لم تبلغ مرحلة اللاعودة التي تستدعي رداً فورياً"، متوقعاً أن يأتي اليوم الذي سيُضطر فيه "صناع القرار الإسرائيليون" إلى اتخاذ واحد من "أصعب القرارات" في "تاريخ إسرائيل"، بحسب تعبيره.
في هذا السياق، يعود كاسبيت إلى تصريح رئيس الأركان الإسرائيلي أفيف كوخافي الذي قال إنّه "في حال تجاوُز الخط الأحمر بالنسبة إلى إسرائيل من ناحية كمية الصواريخ الدقيقة التي يحوزها "حزب الله"، ومن ناحية نوعيتها، فإن قيام إسرائيل بالمبادرة إلى شنّ حرب سيكون مُبرَّراً". وإذ يصف كاسبيت تصريح كوخافي بغير العادي، يقول إنّه لم يسبق لإسرائيل أن ذهبت إلى الحرب لثني "أعدائها عن تعزيز قدراتهم الهجومية".
في ما يتعلّق بـ"حزب الله"، ينسب كاسبيت إلى تقارير حديثها عن تحويله تركيز أنشطته مؤخراً من سوريا إلى لبنان، قائلاً: "من شأن تحوّل مركز ثقل "حزب الله" من سوريا إلى لبنان أن يحوّل النزاع مع إسرائيل المتدني المستوى والشبيه بحرب العصابات إلى حرب مفتوحة". وفي تهديد للدولة اللبنانية، يقول كاسبيت إنّ هذه الحرب إذا ما اندلعت "ستدمّر ما تبقى من الدولة اللبنانية الحديثة وستعيد إسرائيل عقداً أو اثنين إلى الوراء".
في ختام مقالته، يعود كاسبيت إلى الحديث عن التقييم الإسرائيلي للفوضى في لبنان، قائلاً إنّ الأمين العام لـ"حزب الله"، السيد حسن نصرالله، "قد يهاجم إسرائيل ليُخرج" الحزب من الكارثة الداخلية إذا ما تدهورت الأوضاع أكثر. ويخلص كاسبيت واصفاً الخطوة هذه، إذا ما اتخذت، بأنّها تساوي إخماد حريق بئر نفط بانفجار قوي. لقراءة الموضوع كاملاً على "المونيتور"،
إضغط هنا.