Advertisement

لبنان

هذا ما يحتاج إليه اللبنانيون... "بيّاع خواتم" جديد

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
06-08-2021 | 02:00
A-
A+
Doc-P-850076-637638367103285604.jpg
Doc-P-850076-637638367103285604.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لا ينقص اللبنانيين ما يدفعهم إلى المزيد من اليأس والإحباط والقنوط، وهم الذين وقفوا أمس الأول، في الذكرى الأولى لجريمة إنفجار المرفأ، وقفة واحدة مطالبين بتحقيق العدالة كي لا تذهب دماء الضحايا الأبرياء، الذين سقطوا في هذا اليوم المشؤوم، هدرًا وهباءً، وكي لا ينسوا أنهم يمرّون في أصعب الظروف، التي لم يسبق أن مرّوا بها من قبل، حتى في أحلك ايام الحرب القذرة.
Advertisement
لا ينقصهم من يصّب الزيت على نارهم، أو من يسكب الملح على الجروحات الثخينة، وما أكثرها هذه الأيام.
يحتاج اللبنانيون في هذه الأيام الصعبة والمصيرية، بل والخطيرة، إلى من يطفىء نار قلوبهم الملتهبة، وإلى من يخفّف عنهم ويبعد شبح القلق الذي يطاردهم كيفما توجهوا؛ يطاردهم أمام المستشفيات. أمام الصيدليات. أمام الأفران. أمام محطات الوقود. في السوبرماركات. في العتمة وعلى ضوء الشمعة. في النهار وفي الليل. في أتراحهم وأفراحهم، وهي قليلة. في أشغالهم وأوقات راحتهم. في كل مكان وزمان.
اللبنانيون يحتاجون إلى من "يبيعهم" الأمل، حتى ولو من كيسهم. يحتاجون إلى كل كلمة تطيّب الخواطر، وإلى كل ما من شأنه أن يخفّف عنهم غدرات الزمان. يحتاجون إلى تصريح متفائل من هنا وموقف إيجابي من هناك، يفتح لهم أبواب الأمل بالغد الذي لا بد آت. فبعد كل ليل يطلع النهار. ومقابل كل طلعة هناك نزلة. وبعد كل شتاء يأتي الربيع.
يحتاج اللبنانيون، في كل لحظة، إلى من يذكّرهم بأن الأرض تهتزّ، ولكنها لم تقع يومًا، ولن تقع.
صحيح أن المشاكل كثيرة، والصعوبات والعثرات والضيقات أكثر من كثيرة. وصحيح أن المعاناة طالت، وأن السعي وراء لقمة العيش بات مكلفًا كثيرًا، وأن هذه اللقمة باتت مغمّسة بالعرق وبالدمّ أحيانًا كثيرة.
صحيح أن الحل السحري ليس في متناول اليد في الوقت الحاضر. وصحيح أن الأمر يتطّلب الكثير من الصبر والعضّ على الجرح. ولكن ما هو صحيح أيضًا أن الأمل غير مفقود، وأن الحل لهذا الكمّ الهائل من مشاكلنا لا بدّ آت، وإن طال الإنتظار بعض الوقت، وأن اللبنانيين الذين يكاد يصبح العيش عيشهم ضيّقًا لولا فسحة الأمل لن يفقدوا هذا الأمل.
من قال إن كلمة "بتحنّن، وكلمة "بتجنّن"، كان يعرف ماذا يقول، وكان يعرف مدى التأثير الإيجابي للكلام الطيب الذي يبلسم الجروح، ومدى المفاعيل السلبية للكلام السيىء على الخواطر المكسورة.
بالأمس خرج الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، بعد لقائه الخامس مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكثر تفاؤلًا من ذي قبل، على الأقل من بعد اللقاء الرابع. وقد سبقت إبتسامته تصريحه الذي عكس إرتياحًا نسبيًا، وكان ترجمة لبعض التقدّم في المفاوضات الحكومية، مع حرصه الشديد على إشاعة بعض الأجواء التفاؤلية، ولو بحذر، مع الإصرار على أن يأخذ أي عمل سياسي في الإعتبار هموم الناس "الغلابة"، وأن يضع الجميع نصب أعينهم أهمية العمل على إخراج هؤلاء الناس من "الجورة" التي أجبروا على النزول إليها، وغصبًا عنهم.
اللبنانيون لا يحتاجون في هذا الوقت العصيب الى "راجح الكذبة" الذي يزرع الشر ويخرّب الدني بل اكثر ما يحتاجون اليه هو " بياع خواتم" جديد يكون عنوانا للامل والعمل الدؤوب في خدمة الوطن ولبلسمة احزانهم والتخفيف من همومهم.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك