يتسلح الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي بالصمت حيال ما وصلت اليه مهمته، لانه يعتبر ان اي كلام في تفاصيل عملية التشكيل من شأنه تعقيد الامور، وهذا ما لا يريده على الاطلاق.
وبصمت ايضا وبعيدا من الاضواء، يكثف اتصالاته واجتماعاته على اكثر من اتجاه، مكتفيا، امام الحاح السائل، بابتسامة مع جملة مقتضبة "الاتصالات مستمرة ونأمل الوصول الى نتائج ايجابية".
لا يريد الرجل اعطاء آمال واهية للناس ولا زيادة الاحباط الذي يعيشونه، بل يتطلع الى التعاون المثمر مع رئيس الجمهورية ميشال عون لتشكيل حكومة حدّد مهمتها مسبقا باطلاق ورشة المعالجات الاصلاحية بالتعاون مع الهيئات الدولية المعنية والتحضير لاستحقاق الانتخابات النيابية والاختيارية المحدد موعدها في الربيع المقبل.
يستغرب الكثير مما يكتب ويقال وينشر "وكأن هناك من يريد اغراق البلد في التشاؤم وقطع اي امل بالانقاذ".لكن التجارب السابقة التي خاضها بنجاح لتشكيل حكومتين في اصعب مرحلتين من تاريخ لبنان ، تجعله اليوم اكثر اصرارا على المثابرة لتشكيل حكومته الثالثة التي يريدها بداية حل لا ساحة جديدة للمناكفات والخلافات".
لا يجد حرجا في التواصل مع ايّ من المكوّنات اللبنانية لانجاح المهمة، لكنه يعتبر" ان العمل الصامت اجدى من رفع الصوت وافتعال البطولات التي لا طائل منها".كما يرفض ان تتحوّل عملية التشكيل الحكومي"تفاصيل يتناقلها الاعلام قبل ان تصبح المهمة منجزة".
على مدى السنوات الماضية تحمّل الرجل ما لا يحتمل من التجني والافتراء، لكنه لم يتزحزح قيد انملة عما يؤمن به من قناعات وطنية وشخصية، ولا يزال على ايمانه بان القضاء سيعطي كل ذي حق حقه، وان كل تطاول سيتلاشى كالزبد على صخرة الحقيقة.ولسان حاله ما يقوله" الاخوين رحباني" بصوت فيروز" يا صوتي ضلك ضايع زوبع بهالضماير، خبّرهن عاللي صاير بلكي بيوعى الضمير".