أصيبت عكار ليل امس بنكبة حقيقية ادمت قلوب اللبنانيين جميعا حيث تسبب انفجار صهريج محروقات في بلدة التليل بمقتل 22 شخصا وسقوط 79 جريحا وفق ما اعلن الصليب الاحمر اللبناني.
وعلى هول الكارثة هرعت فرق الاسعاف الى المكان، فيما يتوقع ان تكشف التحقيقات اسباب هذه الكارثة .
كما افيد ان هناك عددا من المفقودين في محيط موقع الخزان قذفهم عصف الانفجار.
وقد شارك في عملية نقل الضحايا والجرحى الجيش وقوى الأمن الداخلي والدفاع المدني والأهالي إلى جانب الصليب الأحمر أكثر من 13 سيارة إسعاف وعشرات المسعفين على الأرض.
واطلقت مستشفيات عكّار نداءات للتبرع بالدم من كل الفئات.
ودعا وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال حمد حسن مستشفيات طرابلس والشمال و بيروت إلى استقبال الجرحى على نفقة الوزارة.
وافاد مراسل "النهار" ان ظروف وملابسات حصول الانفجار لا تزال غير واضحة بانتظار نتائج التحقيقات والاستماع الى افادات المصابين الذين كانوا بغالبيتهم ممن تجمعوا حول الخزان لتعبئة البنزين من المستودع المموه الذي كان ثوار عكار قد كشفوا عنه بعد ظهر الجمعة، وحضرت قوة من الجيش في حينه لمعالجة الامور.
وبعد مغادرة الجيش المكان ليلاً، حصل تدافع كبير من قبل ابناء المنطقة لتعبئة ما تبقى من البنزين في الخزان، حيث حصل الانفجار.
مواقف
وتعليقا على الكارثة، اعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن المه الشديد على ضحايا انفجار خزان المحروقات في ساعة متقدمة من ليل امس في بلدة التليل في منطقةعكار والذي اودى بحياة عشرات الضحايا البريئة ، متمنيا الشفاء العاجل للجرحى ، وقال : ان هذه المأساة التي حلت بمنطقة عكار العزيزة ادمت قلوب جميع اللبنانيين الذين يقفون اليوم مع ابناء المنطقة في هذه المحنة التي المت بهم .
وكان الرئيس عون تابع تطورات الحادث الاليم الذي وقع ليلا وطلب استنفار القوى والاجهزة الامنية والصحية في المنطقة لمكافحة الحريق والعمل لتقل المصابين الى المستشفيات والمراكز الصحية وتقديم الاسعافات لهم على حساب وزارة الصحة ، كما طلب من القضاء المختص اجراء التحقيقات اللازمة لكشف الملابسات التي ادت الى وقوع الانفجار ، وتكثيف البحث للتأكد من عدم وجود مفقودين .
إلى ذلك، صدر عن الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي الاتي: ليل عكار الحزين ادمى قلوبنا جميعا على ابرياء سقطوا ضحية طمع مَنْ استغلوا ازمة المحروقات ليحققوا ارباحا غير مشروعة ويحرموا الناس من ابسط حقوقهم. ما حصل يستصرخ ضمائر الجميع للتعاون لانقاذ اللبنانيين مما هم غارقون فيه من ويلات ونكبات واهمال. واننا عازمون على المضي في العمل الدؤوب كي لا تبقى عكار لقمة سائغة للمحتكرين واصحاب الاطماع. رحم الله الضحايا ودعاؤنا الى الله ان يشفي الجرحى، ويبعد عن لبنان واللبنانيين المصائب والويلات.
وعلق رئيس مجلس النواب نبيه بري في بيان، على الفاجعة التي أصابت عكار وبلدة التليل وسقوط العشرات من الشهداء والجرحى جراء إنفجار مستودعات تخزين للنفط، وقال: "فجر أسود ودام جديد في تاريخ لبنان واللبنانيين، وهذه المرة من عكار الحرمان... من بلدة التليل التي فجعت وفجع معها اللبنانيون بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وابناء عكار شهداء والمئات من الجرحى. أمام هذه المأساة الوطنية نتقدم من أبناء عكار ومن أهالي بلدة التليل ومن مؤسسة الجيش ومن ذوي الشهداء بأحر التعازي وللجرحى الدعاء بالشفاء العاجل".
وختم بري: "أما آن لهذا الليل أن ينجلي؟".
وليلا اعلن الرئيس سعد الحريري " ان مجزرة عكار لا تختلف عن مجزرة المرفأ . رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته، وشفى الله الجرحى والمصابين".
وقال"ما حصل في الجريمتين، لو كانت هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسؤولوها، بدءًا برئيس الجمهوريّة إلى آخر مسؤول عن هذا الإهمال. طفح الكيل. حياة اللبنانيّين وأمنهم أولويّة الأولويّات".
من جهته، غرّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل قائلاً: "قلوبنا في هذه الليلة مع أهالي التليل وعكّار .نصلّي لرحمة الشهداء ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى والمصابين".