الإنفجار – الكارثة الذي ضرب بلدة التليل العكارية جاء بعد أيام على إحياء ذكرى إنفجار مرفأ بيروت، وكأن لبنان مرصود أو مصاب بلعنة أو مبتلىً بطبقة سياسية فاسدة وبـ"تجار الهيكل"، الذين يبيعون الوطن مقابل حفنة من الدولارات.
هذه الكارثة زاد من مأساة اللبنانيين المعذّبين في يومياتهم والساعين وراء لقمة عيشهم متحمّلين الذّل والقهر، وهم يعيشون أسوأ أيام حياتهم، وكأنه كُتب عليهم حياة الذّل أمام المستشفيات التي باتت من دون أمصال وأدوية، وأمام الأفران الخالية من الخبز، وأمام محطّات المحروقات، التي تبيّن أن الكثيرين من أصحابها يخزّنون الآف الليترات من البنزين والمازوت في خزانات مخفيّة.
أمام هول هذه المأساة الإنسانية لم يجد المسؤولون سوى كلمات الإستنكار، على رغم صدقية بعضها، وهي لن تقيم ميتًا ولن تداوي جريحًا ولن تعوض الخسارة، وهي كبيرة، يقف اللبناني مذهولًا وحائرًا، وهو عاجز عن تأمين رغيف خبز لجائع ودواء لمريض وبعض الليترات من البنزين لتأمين حاجته الضرورية.
عدّاد الضحايا والجرحى الى ارتفاع
وفي تطورات أحداث انفجار التليل، أفادت المعلومات ان عدد الضحايا حتى الساعة بلغ 28 شخصا حسبما أفادت وزارة الصحة العامة، فيما تخطى عدد الجرحى ال 78 شخصا، والحديث عن مجموعة من المفقودين ما زال قائما دون ان يكون هناك جزم زاضح للمعلومات،
وقد وزعت جثث الضحايا وهي في حالة احتراق تام على مستشفيات عكار لاسيما في عندقت والقبيات وحلبا، فيما نقل الجرحى الذين يعانون من اصابات متقدمة الى مستشفى السلام في طرابلس الذي أعلن عن حاجاته للتبرع بالدم من مختلف الفئات والمعونات في جبيل، الذي رفع الصوت مطالبا المساندة والمساعدة واعلن عن حاجته لمجموعة كبيرة من الادوية حتى يتمكن من المتابعة في تطبيب الجرحى.
الأهالي غاضبون
وفي سياق متصل، أفادت مندوبة "لبنان 24" عن غضب عارم يعبر عنه الأهالي في عكار بطرق واساليب مختلفة، فقد أقدموا على اشعال النار في منزل أحد ابناء بلدة التليل الذي علم ان الأرض الذي كان يركن الصهريج فيها وانفجر فيها تابعة له، وقد منعوا فرق الدفاع المدني من الوصول الى المنزل واخماد الحريق، كما أقدمت مجموعة من ابناء المنطقة على تحطيم السيارات ومختلف الممتلكات التابعة له بصورة كلية.
وأفادت المعلومات عن ضياع وارتباك في صفوف الأهالي اذا انهم وحتى اللحظة لم يتمكنوا من استعاب هول الكارثة التي المت بهم وهم في حالة من الصدمة والبحث عن جثث أولادهم في المستشفيات.
الدول تتسارع لنجدة لبنان
وأفادت المعلومات عن ان مجموعة من الدول العربية الشقيقة سارعت بالتعبير عن تضامنها مع لبنان واللبنالنيين، لاسيما ابناء عكار منهم، فقد أعرب رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب عن استعداد العراق لتقديم المساعدة في معالجة تداعيات انفجار بلدة التليل في عكار. وقدم التعازي بالشهداء الذين سقطوا متمنياً الشفاء العاجل للمصابين.
كذلك تبلغت رئاسة مجلس الوزراء من السفير المصري ياسر علوي أن مصر تستعد لارسال مساعدة عاجلة الى لبنان.
كما سارعت تركيا الى ابلاغ الحكومة اللبنانية ارسال مساعدات صحية عاجلة.
كما أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني وقوف المملكة الى جانب لبنان وإستعدادها للمساعدة والدعم في شتى المجالات مبدياً أسفه للحادث الماساوي الذي وقع منطقة عكار ومقدماً التعازي بالضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين، مبديا استعداد الاردن لنقل عدد من الجرحى والمصابين الى مستشفياته لتلقي العلاج بشكل فوري.
وكما جرت العادة في لبنان ، وبعد الكارثة التي ألمت في عكار، تسارع أهل السلطة الى تقاذف المسؤوليات والتهم مطلقين شعارات رنانة لا يمكن صرفها الا عند ضعيفي النفوس من اتباعهم ومناصريهم.