Advertisement

لبنان

إيجابيات كثيرة.. والحذر واجب!

Lebanon 24
18-08-2021 | 04:30
A-
A+
Doc-P-854208-637648779819886784.jpg
Doc-P-854208-637648779819886784.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": "لم يسبق للرئيس نجيب ميقاتي أن تعاطى بإيجابية وحذر على حد سواء في مفاوضات تشكيل الحكومة، فهو يحاول الحفاظ على ما تحقق من تقدم في هذا الملف، ويعمل على تدوير الزوايا للوصول الى حل المسائل التي ما تزال عالقة الواحدة تلو الأخرى تحت سقف الدستور ووفقا لما يناسب حكومته، ويتعاطى مع رئيس الجمهورية بإيجابية مطلقة من خلال الزيارات المتتالية التي بلغت 11 زيارة في غضون 22 يوم تكليف، أي بمعدل زيارة كل يومين وذلك من أجل الاسراع في تأليف الحكومة للبدء في المهمة الانقاذية.
Advertisement
لا شك في أن الرئيس ميقاتي قبل التكليف لكي يؤلف، لذلك فهو بعيد كل البعد عن المناكفات والمماحكات السياسية غير الموجودة في قاموسه، لكن في الوقت نفسه هو يريد التأليف ليس لادارة الأزمة، وإنما لثلاثة أهداف هي: وقف الانهيار الحاصل، القيام ببعض الاصلاحات التي تستدرج المساعدات الدولية، وإجراء الانتخابات النيابية التي تعتبر الأهم في تاريخ لبنان كونها ستعيد تكوين السلطة من جديد.
هذه الأهداف تفرض على الرئيس ميقاتي الاتجاه نحو تشكيل فريق وزاري متجانس متخصص قادر على وقف الانهيار وقيادة البلد، وهذا التوجه يتناقض تماما مع منطق المحاصصة السياسية وتوزيع الحقائب كهدايا على التيارات للاستفادة منها في الاستحقاقات المقبلة لا سيما الانتخابات، كما كان يحصل في السابق، وهذا الأمر يرفضه ميقاتي الذي يسعى الى تبديل مفاهيم تشكيل الحكومات في ظل المتغيرات التي بدأت تفرض نفسها بعد ثورة 17 تشرين
وإذا كان التوافق بين الرئيسين عون وميقاتي إستقر على إعتماد "ماكيت" حكومة حسان دياب لجهة التوزيع الطائفي والمذهبي للحقائب، طالما أن رئيس الجمهورية وافق على هذا التوزيع سابقا ووقع مراسيم الحكومة، فإن ميقاتي يحرص على أن تكون الوزارات الوازنة ذات التأثير الكبير على مسار شؤون البلد في أيدي وزراء حياديين بكل ما للكلمة من معنى، لكي لا يصار الى تجيير هذه الوزارات الى أي فريق سياسي ما ينعكس سلبا على آداء الحكومة التي يصر ميقاتي على أن تشكل صدى إيجابيا في المجتمع اللبناني وأن تستعيد ثقة المجتمع الدولي، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال هذا التوجه.
يدرك الرئيس ميقاتي اليوم أن السياسة لا تغادر أي من اللبنانيين، وأنه لا يوجد شخصية مرشحة لأية وزارة من دون هوى سياسي أو من دون إنتماء، لكن ذلك بالنسبة للرئيس المكلف ليس بالضرورة أن يؤثر على الحيادية المطلوبة، خصوصا أن ميقاتي يصرّ على تشكيل حكومة كل لبنان.
هذا الأمر يدفع بالرئيس ميقاتي الى الوقوف على خاطر التيارات السياسية التي من المفترض أن تمنح حكومته الثقة في مجلس النواب وليس تأمين رغباتها، وهو يحرص على التعاطي بكثير من الرقي معها، على غرار اللفتة الى وجهها أمس الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في ردّ فرضه سؤال حول عتب ليس موجودا، خصوصا أن ميقاتي يريد التعاطي مع الجميع بما يليق به وبهم، وطالما أن مهمته إنقاذية وطنية فإن تعاونه يجب أن يكون وثيقا ومنتجا مع الجميع.
في غضون ذلك، تتجه الأمور الى مزيد من الايجابية مع توسع مروحة التوافق على المسائل الحكومية، حيث من المفترض أن تشهد الزيارات والاتصالات المقبلة مزيدا من التشاور للوصول الى القواسم المشتركة التي تسمح للدخان الأبيض أن يتصاعد من قصر بعبدا.  
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك