اشاعت الاتصالات والمشاورات الحكومية التي عقدت أمس على أعلى المستويات، نوعاً من الايجابية، التي لم يستطع أحد جزم وصولها الى خواتيم سعيدة، بعد تجربة الاسبوع الماضي.
واشارت " النهار" الى توجه المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم صباح أمس الى قصر بعبدا حاملاً معه مجموعة أسماء من طرف الرئيس المُكلّف للتشاور حولها، والتي لم تلقَ اعتراضاً من عون سوى حول الاسم المقترح لوزارة الاقتصاد وهي الخبيرة الأولى في الحماية الاجتماعية والعمل والجندرة في منطقة الشرق الأوسط في البنك الدولي حنين السيد. إلا أن عدم الموافقة على اسم السيد، بحسب المصادر، لا يوقف الحكومة بل يجري حلّه باستبدال اسمها باسم آخر. وحتى مساء أمس، أتت الأسماء المتّفق عليها وفق الآتي: هنري خوري لوزارة العدل، عبد الله بو حبيب للخارجية، رفول البستاني للشؤون الاجتماعية، موريس سليم للدفاع، وليد فياض للطاقة، عضو مجلس بلدية بيروت المستقيل غابي فرنيني لوزارة المهجرين، فادي سماحة للبيئة، عباس الحلبي لوزارة التربية. فيما ذهبت وزارة الصناعة للطاشناق، الاقتصاد لميقاتي، والشباب والرياضة للحزب الديموقراطي، والاتصالات والإعلام لتيار المردة، الأشغال العامة والنقل ووزارة العمل لحزب الله، والمالية والثقافة لحركة أمل، بانتظار تحديد وزارة أخرى هي إما السياحة أو الزراعة التي ستذهب إحداهما لرئيس الجمهورية والثانية لحركة أمل. ويفترض أن يكون نهار غد حاسماً في ما إذا كان ثمة قرار داخلي بالتأليف يتقاطع مع نيّة دولية جدية.
وكانت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أفادت "النهار" تحت عنوان "تموّجات التأليف: الرهان على ضوء خارجي!" أنَّ الحكومة في طريقها إلى التشكيل بعد تذليل العقبات، معتبرة أنَّ أحداً لا يستطيع تحمل مسؤولية التعطيل. ولكنها في الوقت نفسه تتخوف من التفجير المفاجئ في أخر لحظة، ولفتت الى أنَّ الرئيس ميقاتي قدم عبر وساطة اللواء عباس ابراهيم تشكيلة حكومية بالتشاور مع كل الأطراف، أولهم رئيس الجمهورية.
وفي هذا الاطار، قد تشهد عملية توزيع الحقائب بعض التعديلات، اذ وبحسب صحيفة "اللواء"، وتحت عنوان "بعبدا تصدم سعاة الخير بالمطالبة بكامل الحصة المسيحية!" أشارت الى ان حقيبة الاشغال التي كان يُفترض انها من حصة حزب الله قد تصبح من حصة تيار "المردة" بدل حقيبة الاتصالات، ما استدعى البحث عن حقيبة جديدة اساسية للحزب ربما تكون الصحة، اذا وافق الرئيس نجيب ميقاتي على منحه اياها وهي التي كانت محسوبة على الرئيس سعد الحريري الذي سمّى لها الدكتور فراس ابيض، وبناء عليه يجري التداول في اي حقيبة ستعطى للسنّة بدل الصحة، وهناك من طرح ان تؤول الاتصالات لهم بدل الصحة، وقد سبق ان شغلها تيار المستقبل اكثرمن مرة، او تؤول الاتصالات الى من يقترحه حزب الله، على صعوبة ذلك بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يفرض عقوبات على الحزب ويرفض التعامل مع أي وزير يقترحه لأي حقيبة.
لكن مصادر المعلومات اجمعت على ان التعقيدات قابلة للحل وان الساعات الاربع والعشرين او الثماني والاربعين المقبلة ستكون حاسمة إيجاباً او سلباً.
وتحت عنوان "تأليف الحكومة: عودة التشاؤم" نفت مصادر الرئيس المكلف لـ "الأخبار" أن يكون بانتظار ضوء أخضر سعودي أو مباركة من نادي رؤساء الحكومات السابقين، بل تعتبر أن لا عقد أساسية سوى أن رئيس التيار الوطني الحر، النائب جبران باسيل، يرفع سقف المطالب حتى يدفع الأميركيين والفرنسيين إلى التفاوض معه. وفيما تشير المصادر إلى أن المسؤول في وزارة الخارجية الأميركية الذي اتصل بميقاتي لحضّه على الإسراع في تأليف الحكومة، اتصل أيضاً برئيس الجمهورية العماد ميشال عون للغرض نفسه. أما مصادر بعبدا، فقد نفت حصول الاتصال بعون!
في المقابل، لفتت معطيات "نداء الوطن" تحت عنوان ""قراصنة" الحصص: الحكومة رهينة "عملية تبادل"! الى أنّ "اتصالات أميركية وفرنسية جرت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في الساعات الـ48 الماضية وفتحت باب الحل للعقدة الأخيرة المتمثلة بوزارة الاقتصاد التي يريدها ميقاتي من حصته، فأصبح هذا الأمر مسلماً به ليتركز البحث تالياً حول كيفية إجراء تبادل بين هذه الحقيبة وحقيبة أخرى يصار إلى ضمها لحصة عون بدل وزارة الاقتصاد".
مصادر فرنسية قالت لصحيفة "الديار" تحت عنوان "الحكومة في الساعات المُقبلة ؟ والأمال مُعلّقة على نهار الأربعاء لصدور المراسيم" أن العقد هي عقد محلية وليست دولية وبالتالي الضغط على السلطة السياسية أعطى مفعوله بشكل سريع نظرًا إلى أن الأجواء كانت نحو الإعــتذار منذ يومين لتنقلب الأن وتُصبح إيجابية.