Advertisement

لبنان

واقعية سياسية تحصّن حكومة المهمة

Lebanon 24
18-09-2021 | 04:30
A-
A+
Doc-P-865116-637675556001096781.jpg
Doc-P-865116-637675556001096781.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": حققت حكومة ″معا للانقاذ″ سلسلة أرقام قياسية لم تشهدها الحياة السياسية اللبنانية أقله في السنوات الـ 16 الماضية، حيث لم يسبق أن تشكلت حكومة في غضون 45 يوما، كما لم يسبق أن أنجزت حكومة مسودة بيانها الوزاري في ثلاث جلسات من دون أي خلافات، ما سهّل عملية إقراره في مجلس الوزراء في جلسة واحدة، على أن تنال الثقة بأكثرية واضحة في جلستين تعقدان في يوم واحد يتحدث فيهما ممثل عن كل كتلة نيابية، تمهيدا للانطلاق بمسيرة وقف الانهيار التي يؤكد الرئيس نجيب ميقاتي أنها من المهام الأساسية لحكومته كونها ستؤسس الى معالجة الملفات الاقتصادية والمالية والحياتية.

 

في إطلالته على محطة CNN العالمية مساء أمس، بدا الرئيس ميقاتي حاضرا لمواجهة الهموم التي ترخي بثقلها على البلاد، بدءا بإحداث فارق معيشي إيجابي لا مفر منه بالنسبة له كونه يمنح جرعة أمل يحتاجها اللبنانيون في هذا الظرف العصيب، سواء على صعيد زيادة ساعات التغذية الكهربائية، أو توفير الدواء وإستمرار الدعم على الأدوية المزمنة والسرطانية، وكذلك المستلزمات الطبية والاستشفائية، وإنهاء طوابير الذل على محطات المحروقات، وتأمين البدائل المالية للمواطنين سواء عبر البطاقة التمويلية أو من خلال زيادة الأجور في القطاعين العام والخاص، وكذلك معالجة جائحة كورونا بدعم من منظمة الصحة العالمية ومتابعة قضية مرفأ بيروت إقتصاديا وقضائيا.

 

ثمانية أيام على ولادة حكومة “معا للانقاذ”، ساهمت في إرتياح نسبي نتيجة للعمل الدؤوب لانجاز البيان الوزاري ونيل الثقة، والتواصل مع صندوق النقد الدولي، وتوقيع عقد التدقيق الجنائي مع شركة “ألفاريز مارسال” حتى قبل نيل الثقة، فضلا عن إستعادة حضور الدولة التي إستمرت على مدار 13 شهرا في حالة تفكك إنعكست سلبا على كل القطاعات في لبنان.

 

لا شك في أن الرئيس ميقاتي منح اللبنانيين في إطلالته أمس بعضا من الطمأنينة، بإعلانه عدم الخوف من فرض عقوبات على لبنان بفعل وصول ناقلة النفط الايرانية الى مرفأ بانياس في سوريا ونقل مخزونها من المازوت عبر الصهاريج الى لبنان، خصوصا أن ما يحصل اليوم في هذا الملف هو بفعل الأمر الواقع الناتج عن الحاجات الانسانية، علما أن لدى إعلان أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله عن فكرة تزويد لبنان بالنفط الايراني، لم يكن الرئيس ميقاتي قد كُلف بتشكيل الحكومة، ولدى إعلانه عن انطلاق السفينة لم يكن قد شكل حكومته، وكذلك الأمر لدى وصول السفينة الى مرفأ بانياس، وهو حتى مع دخول الصهاريج الى لبنان

 

لم يكن قد أطلق عمل حكومته رسميا بانتظار نيل ثقة مجلس النواب يوم الاثنين المقبل.

ورغم ذلك، كان ميقاتي واضحا بأن ما يجري هو إنتهاك للسيادة اللبنانية معبرا عن حزنه لهذا الأمر، لكن في الوقت نفسه تعاطى بواقعية سياسية عندما أكد أن حزب الله يمثل شريحة من اللبنانيين في مجلس النواب وبالتالي فإن تمثيله طبيعي في الحكومة التي تحتاج الى دعم كل الأطياف اللبنانية، وهو بدا واثقا بأن لا عقوبات ستفرض على لبنان، إنطلاقا من دخول الملف النفطي في تفاهمات من تحت الطاولة ساهمت في تسهيل الانطلاق والوصول والنقل وكذلك التوزيع.

تشير المعلومات الى أن الرئيس الايراني إبراهيم رئيسي طلب من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال الاتصال الذي جرى بينهما المساعدة على تسهيل مرور المازوت الايراني الى حزب الله، وأن ماكرون نجح في إقناع الادارة الأميركية إنطلاقا من العامل الانساني الضاغط في لبنان، علما أن دخول الصهاريج من سوريا الى لبنان يعتبر أمار ثانويا مقارنة بقيام الولايات المتحدة الأميركية بكسر قانون قيصر المفروض على سوريا، بإستخدام أراضيها وأنابيبها وشبكاتها لتمرير الغاز المصري والكهرباء الأردنية الى لبنان، تحت العنوان الانساني العريض، الأمر الذي قد يؤسس لعودة الدور المحوري لسوريا في المنطقة.

 

قبل مثول حكومته أمام مجلس النواب يوم الاثنين المقبل، بدا ميقاتي حريصا على نيل الثقة الشعبية من اللبنانيين لحكومته التي تعبر عن هموم الناس، فضلا عن إصراره على وصل ما إنقطع مع الدول العربية، وصولا الى تعهده بأن لبنان لم ولن يكون ساحة للاساءة الى هذه الدول، مستعينا بحكمة النأي بالنفس التي سبق وإبتكرها، وهو طلب من كل الأطياف اللبنانية إعتمادها في المرحلة المقبلة.

Advertisement
المصدر: سفير الشمال
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك