كتب المحرر القضائي:
الى فصيلة الأشرفية، حضر الموظف لدى شركة فتّال المدعو محمد.ت وأفاد أنه في الليلة التي سبقت حضوره، ولدى وصوله الى مستودع الشركة المقفل منذ مدة والكائن في محلة الأشرفية- جادة ألفرد نقاش، شاهد باب المستودع مخلوعاً وقد سُرق من داخله مكيّف هوائي وبطارية سيارة وكابل كهربائي وقطعة تُستعمل لقياس المساحة وبعض أدوات الإنارة وعلب بلاستيكية، فبوشرت التحقيقات بالموضوع بناءً على الشكوى التي تقدم بها بوكالته عن شركة فتّال.
وتبيّن أنه جرى الإستماع الى إفادة المدعو كمال.ب، فأوضح أنه مسؤول عن موقف السيارات المجاور للشركة، وأنه أثناء وجوده في الموقف، شاهد ثلاثة شبان مجهولي الهوية أمام مستودع الشركة كانوا يتشاجرون مع الناطور الذي يعمل داخل الموقف، وأن الشبان غادروا عبر السور الخارجي للشركة وطلبوا منه أن يسمح لهم بوضع أكياسهم، وهي عبارة عن خردة وزجاجات فارغة في عقار الشركة، فوافق على ذلك على أن يعمدوا الى إزالتها في اليوم التالي، وأنه في الوقت عينه حضر أحد العمّال السوريين المدعو خالد مجهول باقي الهوية، والمعروف من قبله ومن قبل الشركة، وهو يتردد الى الموقف بين وقت وآخر، وأنه لم يشاهد أي شخص يقوم بعمل تخريبي، وأنه هو الشخص الذي طلب من خالد فتح جزء بسيط من الحائط الفاصل بين الموقف والشركة مقابل مبلغ صغير، وأنه كانت توجد بعض المخلّفات للشركة من طاولات قديمة وأغراض ممزقة قاموا بإزالتها من مكانها.
وتبيّن أنه جرى رفع البصمات من مكان السرقة داخل المستودع فتطابقت مع بصمات عائدة للمتّهم خالد.ع، وبتوقيفه والإستماع اليه نفى علاقته بموضوع السرقة، موضحاً أنه يتردد الى المحلة وأنه كان يجمع الخردة عندما شاهد مع المدعو كمال.ب ثلاثة أشخاص حضروا الى المكان، فحدث تلاسن معهم بهدف طردهم من المكان، وأنه بعد ذهابهم لاحظ أن باب المستودع كان مخلوعاً، فطلب كمال منه ومن ناطور الموقف العمل على تصليحه.
وأفاد أنه دخل الى المستودع منذ نحو عام بغية تنظيفه وذلك بطلب من الموظف المسؤول وقد أحضر معه ثلاثة عمّال بغية تحميل البضاعة، وأن الموظفة المدعوة لوليتا كانت أيضاً موجودة، وأن عملهم دام عشرة أيام ولم يدخل مطلقاً الى المستودع بعد تنظيفه.
وفي التحقيقات الإستنطاقية، أنكر المتّهم ما أُسند اليه مكرراً أقواله الأولية، مدلياً بأنه عاد ودخل الى المستودع منذ نحو ثلاثة أشهر بناء لطلب الموظف خالد.ت لإجراء جردة من قبله ومساعدته في ترتيب الكراتين.
وفي جلسة المحاكمة العلنية، عاد المتّهم وأنكر ما أُسند اليه، مفيداً أنه عمل لدى الشركة مدة تسع سنوات، وهم يتصلون به لتنظيف المستودع والحديقة المحيطة به والسطح كما الإهتمام بأشجار الحديقة، وأنهم توقفوا عن ذلك قبل عام من توقيفه، وأنه كان يتردد لدى الموظف خالد.ت حيث يجمع الخردة من الموقف الملاصق للمستودع لدى المدعو كمال الذي أبرز له أوراقاً وأعلمه أنه تم شراء المستودع، فعرض الأوراق على عامل سوري كونه لا يجيد القراءة، وأنه نقل الأغراض المدّعى عليه بسرقتها بطلب من كمال.
وتبيّن من خلال الإستماع الى إفادة هذا الأخير أنه يعرف المتّهم، وأن إبن خالته المدعو رالف.ب يملك العقار الملاصق للمستودع حيث يعمل المتّهم، وأنه بالفعل أظهر لهذا الأخير أوراقاً تبيّن شراء رالف للمستودع، وأنهم كانوا بانتظار رخصة الهدم، فطلب من المتّهم أخذ ما يشاء من الأغراض الموجودة في المستودع لبيعها لصالحه كونها لم تعد ملكاً لشركة فتّال، وأن المتّهم معروف بسيرته الحسنة.
هيئة محكمة الجنايات في بيروت، وبعد الإستماع الى مطالعة ممثل النيابة العامة والى المتّهم، حكمت بتجريمه بجناية المادة ٦٣٩ عقوبات، وبإنزال عقوبة الأشغال به مدة ثلاث سنوات، وبتخفيض هذه العقوبة تخفيفاً واستبدالها بالحبس مدة سنة، على أن تُحتسب له مدة توقيفه، وبإطلاق سراحه ما لم يكن موقوفاً بداعٍ آخر لإنقضاء مدة محكوميته.