أشار وزير الصحة العامة فراس الابيض الى أنّ "ما شهدناه في الأيام الأخيرة من إرتفاع في الإصابات يعود إلى انتشار المتحور أوميكرون الذي هو أسرع انتشارا من المتحورات التي شهدناها في السابق، وينعكس ذلك زيادة مرتفعة جدا في الإصابات في مختلف دول العالم، كما أن التجمعات التي شهدها لبنان في الأسبوعين الأخيرين في فترة الأعياد أسهمت في ارتفاع الإصابات".
وقال الابيض في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير التربية عباس الحلبي: "ان إطالة العطلة المدرسية أو عدم اطالتها، في ظل تزايد الإصابات، كان السؤال الذي طرح في الاجتماع الذي عقد أمس بين وزارتي الصحة والتربية، علما أن إقفال المدارس للسنة الثالثة على التوالي يشكل مأساة كارثة، لأن العلم هو أثمن ما يمكن أن نعطيه لأولادنا في ظل الأزمة الإقتصادية المتفاقمة التي نعيشها. من وجهة نظر الصحة، نعتبر أن الصحة النفسية للطلاب تكون بعودتهم إلى المدارس وممارسة نشاطهم العادي".
أضاف: "العودة المدرسية تشكل تحديا كبيرا، فهي قد تسهم في انتشار الوباء في حال عدم توفر الشروط الصحيحة المطلوب تأمينها لهذه العودة. لذلك تم قبول التحدي بالتزامن مع التركيز على أمرين: أولا التشدد في الإجراءات التي وضعت من ضمن البروتوكول الذي ذكره وزير التربية بالتعاون بين وزارتي التربية والصحة والمنظمات الدولية والذي يقوم على الإلتزام بإجراءات الوقاية بدءا من ارتداء الكمامة والتباعد الإجتماعي. وفي هذا المجال لا بد من توجيه الشكر لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف على دعمهما وزارتي الصحة والتربية، ولا سيما في الوقت الراهن، مع تقديم منظمة الصحة العالمية مساهمة جديدة من نصف مليون كمامة لوزارة التربية".
وتابع: "الأمر الثاني الواجب التركيز عليه لتأمين العودة المدرسية يرتبط بخلق جو آمن في المدارس للمعلمين والعاملين في الإدارة لضمان خلو المدارس من الوباء"، مشددا في هذا السياق على "ضرورة إجراء الفحوصات وتحديد الإصابات المسجلة وعزل المصابين والمخالطين".
ولفت وزير الصحة إلى هبة الـRapid Antigen المقدمة من المنظمات الدولية وتشتمل على أكثر من ثمانين ألف فحص ستسلم كلها إلى وزارة التربية لاستخدامها في المدارس بهدف التأكد من الحالة الصحية لأفراد الجسم التربوي والطلابي والقيام بالمقتضى وفق ما تظهره الفحوص".
وأعلن أن "وزارة الصحة العامة تقدم بدورها لوزارة التربية عشرة آلاف فحص PCR مجاني لدعم المدارس الرسمية على أن تجرى في مختبرات المستشفيات الحكومية وفق آلية يتم تنسيقها بين الوزارتين بما يكفل عودة مدرسية آمنة تكفل حماية الجميع".
وشدد وزير الصحة العامة على أهمية اللقاح، وانه أساسي في تأمين الحماية للمجتمع". وقال: "ان حملة التلقيح التي تقوم بها الوزارة أظهرت نجاحا بحيث ارتفع عدد الملقحين أسبوعيا من سبعين ألفا إلى حوالى مئة وخمسين ألفا من بينهم تلامذة في المدارس. ولكن الوزارة وحرصا على المزيد من النتائج الإيجابية خصصت ماراتونا يومي السبت والأحد المقبلين لتلقيح الطلاب والأساتذة والإداريين وأهالي الطلاب، على أن تتم الحملة في مراكز تلقيح بالتوازي مع فرق جوالة ستجول على المدارس لإعطاء اللقاح للذين لم يحصلوا عليه".
وشجع الأبيض على أخذ اللقاح، مؤكدا أنه "يحمي من العدوى الشديدة، ومن المهم في ظل الوضع الحالي للمستشفيات في لبنان أن يتم الحد من هذه العدوى".