لم يحسم الرئيس سعد الحريري بعد خيار تيار المستقبل في مسألة خوض الانتخابات النيابية المقبلة من عدمها، وما اذا كان التيار سيشكل لوائح رسمية يخوض من خلالها الاستحقاق النيابي ام انه سيترك الحرية لقياديي التيار بالترشح بشكل منفرد في دوائرهم.
ليس بسيطا قرار تيار المستقبل، فهو ليس قرارا يحدد المستقبل السياسي للرئيس سعد الحريري ولتياره ،ولا هو قرار يوحي بنوعية العلاقة بين بيت الوسط والرياض فحسب، انما قد يكون هذا القرار هو الذي سيحدد التوازنات السياسية في لبنان في المرحلة المقبلة.
قد يكون لقرار تيار المستقبل المشاركة في الانتخابات او عدمها تأثير مباشر على النتيجة الكلية للانتخابات النيابية المقبلة، وليس داخل الطائفة السنية فقط، اذ ان اعتكاف المستقبل سيقلب الموازين ويحسن حظوظ فريق على اخر.
ترى مصادر مطلعة ان عدم مشاركة تيار المستقبل في الانتخابات سيؤدي الى تمكن القوات اللبنانية من استقطاب جزء من الصوت السني من خلال الخطاب السياسي الجذاب لهذه الشريحة ومن خلال الخدمات الانتخابية التي تستطيع القوات تقديمها.
هذه النتيجة التفصيلية التي قد تحصل بسبب انكفاء المستقبل وعزوفه عن خوض الانتخابات ستقابلها نتائج اخرى كبيرة منها انخفاض نسبة الصوت السني، ما سيمكن قوى سياسية اخرى من ملء الفراغ وتحديدا قوى الثامن من اذار.
فهذه القوى قادرة في الدوائر المشتركة على تأمين بلوكات انتخابية ثابتة وستكون قادرة على الاستفادة من تراجع نسبة التصويت السنية لصالحها في دوائر مثل عكار وبيروت الثانية والبقاع الغربي وزحلة وبعلبك الهرمل وغيرها من الدوائر..
اقل ما يقال بعزوف المستقبل انه قادر ان يكون احد عوامل تغيير نتيجة الانتخابات النيابية اذ ستتمكن الاكثرية الحالية من الحفاظ على اكثريتها بسهولة نسبية، وستحصل على عدد من المقاعد كهدية تعزز من خلالها واقعها النيابي..