يصر بعض السياسيين اللبنانيين، ومنهم"الدكتور"، وبعض المنظّرين والمحللين ومنهم" الخبير القانوني"المتنقل بسرعة قياسية للتنظير من شاشة الى اخرى"، وايضا بعض اهل الاعلام "الببغائي"،على افتعال سجال لا طائل منه بشأن الاقتراح الذي حمله وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح خلال زيارته الى لبنان والمتضمن 12 نقطة حول إجراءات لبناء الثقة لإنهاء الأزمة الدبلوماسية مع دول الخليج .
وبات واضحا" أن هواة اللغو والتساجل" ماضون في "اختراع قصة" اخر فصولها ان "الورقة كان يجب ان تعرض على مجلس الوزراء للاجابة عليها ، فيما حقيقة الامر ان الرسالة وصلت مباشرة الى كل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، ولم تكن مراسلة رسمية الى مجلس الوزراء.
كما ان وزير الخارجية الكويتي، كان واضحا في مؤتمره الصحافي من السراي الحكومي عندما قال بعد اجتماعه مع رئيس الحكومة انه حمل "مقترحات لبناء الثقة، وعلى الأشقاء في لبنان دراستها ومعرفة كيفية التعامل مع هذه الأمور والمضي قدماً فيها".كذلك فالوزير الكويتي كان واضحا بالتأكيد ان هدف زيارته الاساس توجيه "رسالة تعاطف وتضامن وتآزر مع شعب لبنان الشقيق".
ومن منطلق الاصرار على طي صفحة الفتور في العلاقة بين لبنان ودول الخليج، وبالتشاور بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب ووزارة الخارجية، تم وضع رسالة جوابية على ورقة الافكار التي حملها الوزير الكويتي وسلمها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب الى نظيره الكويتي امس.
في الجانب الثاني من" اللغو السياسي والاعلامي" اللبناني، ان وزراء الخارجية العرب سيناقشون في اجتماعهم في الكويت الورقة اللبنانية لتحديد الموقف منها.
اما حقيقة الامر فاوضحها الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي بنفسه في تصريح قال فيه إن الاجتماع التشاوري الثاني لوزراء الخارحية العرب هو اجتماع تشاوري غير رسمي لا تصدر عنه قرارات، بل سيناقش الموضوعات التي ترغب أي دولة في مناقشتها دون التقيد بجدول أعمال، في إطار تعزيز التشاور والتنسيق بين وزراء خارجية الدول العربية حول مختلف الموضوعات".