تخاض معركة الاشرفية الانتخابية من دون اي ضجيج اعلامي او سياسي، اذ ان معظم القوى السياسية التي سيكون لديها مرشحون فيها لا تجد انها قادرة على تحقيق انتصار حقيقي يمكن تسويقه، الامر الذي حوّل دائرة كالاشرفية الى دائرة هامشية اعلاميا.
لن تتمكن القوى السياسية المسيحية الاساسية من تحقيق اي تقدم او انتصار في دائرة بيروت الاولى، بل هي عمليا ستخوض معركة الحاصل الواحد ومعركة الحفاظ على الحد الأدنى من التمثيل، كما ان قوى المجتمع المدني لن تكون في احسن احوالها.
ستخوض "القوات اللبنانية" معركة صعبة في دائرة بيروت الاولى فهي، خسرت حليفين كانا الى جانبها عام ٢٠١٨، هما انطون الصحناوي وميشال فرعون، ما يعني انها ستخسر عددا لا بأس به من الاصوات في حال لم تنجج في اقناعهما بالتحالف معها مجددا.
اما حزب "الكتائب اللبنانية" فهو اقل الخاسرين، اذ ان الحفاظ على مقعده النيابي سهل نسبيا، سواء تحالف النائب نديم الجميل مع القوات اللبنانية ام لم يتحالف، حتى ان الكتائب لا يطمح الى الفوز بأكثر من مقعد واحد في الدائرة في ظل التنافس الكبير الحاصل بين القوى السياسية.
التراجع اصاب "التيار الوطني الحر" ايضا، الذي خسر مسعود الاشقر ومن يمثلهم والذين كانوا يشكلون ثقلا جديا في المعركة النيابية في الاشرفية، كما ان "التيار" تعرض لخسائر شعبية بعد ثورة ١٧ تشرين وانفجار المرفأ...
لكن في حسابات المواجهة بينه وبين القوات، يبدو ان التيار اكثر تفوقا على اعتبار ان الاشرفية لا تشكل له اي عامل ضغط سياسي او تاريخي، وبالتالي فإن فوزه بمقعد كما القوات يجعله متقدما، خصوصا ان حاصله النيابي مؤمن وهو قادر على ايصال مرشحه نقولا الصحناوي بسهولة نسبية من دون اي مسعى للفوز بمقعد ثاني.
واقع حزب الطاشناق مريح ايضا بالرغم من تراجعه الشعبي. اما لائحة المجتمع المدني التي تعد لها النائبة المستقيلة بولا يعقوبيان فحظوظها مرتبطة بتشكيل لائحة مقابلة قد تضم فرعون والصحناوي وغيرهم، لكن في كل الاحوال، يبقى الكباش بين جميع القوى السياسية في الدائرة على حاصل واحد لا اكثر...