اذا بقيت الحسابات الانتخابية على ما هي عليه اليوم، فإن احتمال فوز حزب الله وحلفائه بالاكثرية النيابية وحفاظهم على تقدمهم النيابي، قد يكون مرتفعا جدا، خصوصا في ظل انكفاء تيار المستقبل عن المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة.
من وجهة نظر حزب الله فإن احد اهداف الاميركيين في لبنان كان استعادة حلفائه للاكثرية النيابية وتحجيم دور حزب الله داخل المؤسسات السياسية والدستورية في البلد، وهذا يعني ان احتفاظ الحزب بالاكثرية هو افشال للأهداف الاميركية، ومن وجهة نظره ايضا.
لكن هل يرغب الحزب فعلا بالفوز بالاكثرية النيابية والمحافظة عليها؟ هل من مصلحته ان تكون المؤسسات اللبنانية تحت سلطة حلفائه السياسيين؟ ام ان خسارة الاكثرية هو الفوز الحقيقي للحزب في اطار المناورة السياسية التي طالما اعتمدتها حارة حريك.
قد يكون الحفاظ على الاكثرية خطوة جدية للحزب في كباشه مع الاميركيين وتأكيدا عمليا ان سياسات الضغط الاقتصادية غير قادرة على تحريض الرأي العام ضد الحزب وحلفائه، وعليه سيكون التراجع عنها خيار عقلانيا في الاشهر التي ستلي الانتخابات.
لكن هذه الفرضية ترافقها فرضيات اخرى منها الحديث عن انفجار كرة النار بيد الحزب مجددا، اذ ان الاحتفاظ بالاكثرية يعني الاحتفاظ بالمسؤولية وتحمل تبعات الفشل امام الرأي العام ، وهذا ما حصل في السنوات الماضية، فهل الحزب مستعد لمثل هذا السيناريو؟
كما ان الفوز بالانتخابات والاحتفاظ بالاكثرية يعني ان الحزب سيكون امام فرصة خسارة احد اهم حليفيه المسيحيين مع اقتراب المعركة الرئاسية، اي بمعنى اخر سيكون مضطرا ان يخوض معركة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل الرئاسية او معركة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ، وهذا ما قد يوصله الى الخلافات الجدية معهما.
من الواضح ان الحزب يعطي الاولوية لمعركته مع واشنطن على الساحة اللبنانية لذلك فهو يفضل تحمل سلبيات الاحتفاظ بالاكثرية، اذا كان " الثمن المقابل"تقدما تكتيكيا على الأميركيين، من هنا سيخوض الحزب وبشكل جدي وحاسم معركته الانتخابية في مختلف الدوائر في لبنان.