تدرك القوات اللبنانية ان معركتها الاساسية في الانتخابات النيابية المقبلة ليست مع "التيار الوطني الحر"، اذ ان "التيار" خسر ما يمكن ان يخسره من شعبية مسيحية خلال السنوات الماضية ولم يعد سهلا سلبه اي مناصر او مؤيد.
المعركة ضد "التيار الوطني الحر" ، من قبل اي قوة سياسية في الساحة المسيحية هي معركة خاسرة، فلا "التيار" سيخسر اكثر مما خسر ولا قانون الانتخاب يساعد على هزيمته نيابيا بشكل حاسم لتتقلص بعد ذلك قدرته السياسية.
يتنافس في المقلب الثاني خصوم "التيار" على الصحن الشعبي نفسه: المحايدون والمعارضون ل" التيار"، وقد يكون هؤلاء من الفئة الشعبية الاكبر في الساحة المسيحية، لذلك فإن معركة خصوم "التيار" هي مع بعضهم البعض وليس ضد "ميرنا الشالوحي".
ابرز المتصارعين هم "القوات اللبنانية" من جهة والمجتمع المدني والثوار من جهة ثانية، فهؤلاء يسعون ويتنافسون على استقطاب الفئات الرافضة للوضع الحالي لتصبح جزءا من كتلتهم الناخبة وبالتالي زيادة عدد نوابهم في المجلس النيابي المقبل.
ما يزيد هوامش المنافسة بين الطرفين هو خطابهم السياسي الواحد، فإضافة الى الخطاب التغييري الذي يعتمده قائد"القوات" سمير جعجع انطلاقا من مبادئ ثورة ١٧ تشرين، فإن معظم مجموعات الحراك لديها خطاب سياسي معارض لسلاح حزب الله ومعادي ل" التيار" الوطني الحر ما يتطابق الى حد بعيد مع خطاب معراب.
هذا التقارب في الخطاب السياسي يجعل الفئة الشعبية "المستهدفة" من قبل الطرفين هي ذاتها، خصوصا ان المجتمع المدني ينشط بشكل كبير في مناطق نفوذ "القوات" وبالتالي قد يكون قادرا على استقطاب بعض مناصريها...
عمليا، تخوض "القوات"معاركها الانتخابية الاساسية في عدد كبير من الدوائر ضد لوائح الثورة، ففي البترون الحل الوحيد لفوز مرشح القوات هو خسارة مرشح لائحة ميشال معوض، كما ان الضغط الشعبي الذي يحصل على "القوات" من قبل بيئتها يعود الى النشاط الانتخابي لمجموعة "شمالنا" في قضاء بشري، لا بسبب نشاط التيار الوطني الحر.
هذا الامر ينطبق على الاشرفية والمتن حيث المنافسة الاساسية مع لائحة الكتائب، كذلك في كسروان وجبيل اذ سيكون امام القوات لوائح "تغييرية" تستقطب جمهور ١٤ اذار التقليدي، كل ذلك يوحي بأن المعركة الانتخابية الاهم ل"القوات" ستكون مع المجتمع المدني.
الا ان المطلعين على اجواء معراب، يلمسون" ارتياحا قواتيا لمسار التحضيرات الانتخابية، انطلاقا من" ثبات القوات سياسيا وشعبيا وعدم انخراطها في نهج الصفقات والمحاصصة، ما اكسب مواقفها صدقية ستترجم حتما في صناديق الاقتراع".