بسهولة نسبية يمكن لاي متابع لارقام نتائج دراسات بعض شركات استطلاعات الرأي والتي حصلت مؤخرا، توزيع المقاعد النيابية في قضاء جبيل ضمن دائرة جبيل - كسروان. مقعد ماروني للنائب زياد حواط وآخر مماثل للنائب سيمون ابي رميا مع وجود احتمال ضئيل بمفاجئة تجعل من النائب السابق وليد خوري هو المرشح العوني الفائز في القضاء، والمقعد الشيعي من حصة حزب الله بعدما حسم تحالفه مع التيار الوطني الحر.
لا مجال، وفق الظاهر من التحالفات للكثير من المفاجآت في جبيل، حتى لو تحالف النائب فريد هيكل الخازن مع النائب السابق منصور البون والنائب السابق فارس سعيد فإن فرص الاخير بالفوز في جبيل شبه معدومة، وهذا ما يعلمه لذلك بدأ يتحدث عن امكانية تجيير اصواته لصالح احد المرشحين الشيعة المعارضين لحزب الله من اجل اسقاط مرشح الحزب وهذا ايضا بالحسابات الرياضية صعب للغاية اذا بقي الحزب متحالفا مع "التيار".
المعركة في كسروان، لكن توقع نتائجها ليس سهلا، بالاخص ان التحالفات لم تحسم بعد، فلائحة فريد هيكل الخازن التي باتت شبه جاهزة تنتظر تطورا ما يتيح لها عقد تحالف انتخابي من هنا وهناك . الامر نفسه ينطبق على لائحة سعيد والبون التي لن تصل الى الحاصل الانتخابي من دون تحالف اضافي، ولعل هذا الامر الذي دفع البون الى اعادة فتح باب التفاوض مع التيار الوطني الحر.
لم ينجح التقارب بين البون والتيار حتى اللحظة ومن المرجح الا ينجح خصوصا ان التيار يدرك ان لا مجال للبون للفوز في حال بقي تحالفه مع سعيد من دون اي رافعة انتخابية جدية، لذلك فإن "التيار"يتعامل مع البون من موقع قوة ويضع شروطا قاسية عليه وهذا ما سيعطل اي تواصل جدي ومثمر خلال الايام المقبلة...
بالرغم من ترويجه لفكرة انه الطرف الاقوى في كسروان، لا يبدو النائب المستقيل نعمت افرام قادرا على الاستغناء عن اصوات حزب الكتائب في الدائرة. يضمن افرام مقعدا نيابيا واحدا في كسروان علما انه الاقرب من بين كل اللوائح الى الوصول الى الحاصل الثاني والحصول على المقعد الثاني في قضاء كسروان مستفيدا من لعبة الكسور.
عدم تحقيق افرام لنتائج قياسية، كما كان متوقعا قبل اشهر، يعود الى تنافسه الشديد مع القوات اللبنانية على ذات القاعدة الشعبية واتقان "القوات" كيفية لعب اوراق الترشيحات وتقسيماتها العائلية والمناطقية داخل كسروان. تحسم القوات قدرتها على ايصال نائبين في الدائرة الا ان فوزها بالمقعد الثالث صعب للغاية بسبب تراجعها النسبي في جبيل، اذ خسر النائب زياد حواط بعض اصوات الكتلويين مع استعادة الكتلة الوطنية بعض حيويتها.
اما التيار الوطني الحر الذي يضمن مقعد الوزيرة ندى البستاني، فيطمح ان يستفيد من لعبة الكسور العالية ليحصل على المقعد الثاني في كسروان والثالث في الدائرة، لكن هذا المقعد تتنافس عليه كل اللوائح في كسروان جبيل، اللوائح التي تسعى للفوز بمقعد واحد، كلائحة البون ولائحة الخازن، واللوائح التي تسعى الى تعزيز وضعها النيابي كالقوات وافرام اضافة الى "التيار".