Advertisement

لبنان

"معارك" انتخابية حامية.. "الرفاق" يتحوّلون إلى "خصوم"!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
20-04-2022 | 06:00
A-
A+
Doc-P-944115-637860523530821780.jpg
Doc-P-944115-637860523530821780.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية المقرّرة في منتصف أيار، كلما ازدادت "حماوة" المعارك المنتظرة، وارتفع معها سقف الخطاب السياسي الذي استُحضِرت على خطّه كلّ أدوات "التحريض والحشد والتعبئة"، وهو ما يعتبره كثيرون أمرًا "مشروعًا" في زمن الانتخابات، وفي ظلّ المنافسة بين القوى والأحزاب المختلفة على انتزاع "الأكثرية" في البرلمان.
Advertisement

وقد يكون طبيعيًا أن تدخل الأحزاب المتنافسة في "معارك" على كلّ العناوين قبل شهر من الانتخابات، ولا سيما تلك المختلفة على "البرامج"، فضلاً عن "الأهداف" من خوض الانتخابات برمّتها، وخصوصًا أكثر تلك الأحزاب التي "تتنافس" على الجمهور نفسه، كما هو حال حزبا "القوات" و"الكتائب" مثلاً في جانب كبير، في ظلّ "تقاطعهما" على الكثير من العناوين.


لكنّ ما هو مُلاحَظ لمن يراقب الأجواء الانتخابية في الأيام الأخيرة أنّ مثل هذه "المعارك" لم تعد "محصورة" على الخصوم، بل إنّها "اخترقت" اللوائح الانتخابية، حيث أصبح التنافس "عالمكشوف" داخل اللائحة الواحدة، بين الحلفاء "الانتخابيين"، ولكن أيضًا بين "رفاق" الحزب الواحد إلى حدّ بعيد، في ظلّ ما باتت تُعرَف بـ"معركة الأصوات التفضيلية"!

 

"حلفاء خصوم"

 

قد يكون مرشحا "التيار الوطني الحر" في جزين زياد أسود وأمل أبو زيد أكثر النماذج "الفاقعة" في هذا الإطار، في ضوء "النفور" الواضح بين الرجلين، والذي لم يعد خافيًا على أحد، والذي دفع أبو زيد مثلاً إلى توصيف أسود بـ"السيء الذكر" في وقتٍ سابق، علمًا أنّه كان يرغب جديًا بالانسحاب من السباق قبل تسجيل اللوائح، لرفضه أن يكون "حليف" أسود، قبل أن يعدل عن قراره بعد "تدخّل مباشر" من رئيس الجمهورية ميشال عون.

 

وإذا كان "نموذج" أسود-أبو زيد "فريدًا من نوعه"، تتداخل على خطه العوامل "الشخصية"، مع لعبة "الأصوات التفضيلية"، فإنّ "نماذج" بالجملة تُرصَد في لوائح أخرى، وإن بقيت "مستترة" في بعض الأحيان، ومحكومة بـ"ضبط النفس". ومن هذه النماذج على سبيل المثال، ثمّة "معركة" مرصودة بين المرشحين فريد وناجي البستاني في الشوف، فهما رفيقا لائحة واحدة، وابنا عائلة واحدة، ما يجعلهما يتنافسان حتّى على أصوات "البساتنة" إن جاز التعبير.

 

وتكثر الأمثلة الشبيهة أيضًا، خصوصًا بالنسبة إلى من يترشحون على المقعد نفسه في لوائح لا تضمن الحصول على عدّة حواصل، ويسري هذا الأمر بشكل أو بآخر مثلاً على "الحليفين" أسامة سعد وعبد الرحمن البزري في صيدا، وفي المتن مثلاً حيث تبدو المعركة "شرسة" بين اللوائح، ولكن داخلها أيضًا، بين مختلف المرشحين، علمًا أنّ هناك من يخشى أيضًا سيناريو 2018، حين فاز في بعض اللوائح من حصل على "أدنى" نسبة من الأصوات التفضيلية.

 

فتّش عن السبب!

 

في المنطق، تبدو مثل هذه "المعارك" داخل اللائحة واحدة غريبة، إذ إنّ "المنافسة الحقيقية" يجب أن تكون بين "الخصوم" لا بين "الحلفاء"، الذين ينبغي أن يخوضوا الانتخابات على أساس برنامج واحد، إلا أنّها تصبح "مبرّرة" في الواقع، بموجب القانون الانتخابي، الذي "يفرّق" بين "الرفاق" من خلال الصوت التفضيلي، ولا سيما أنّ كلّ ناخب لا يستطيع منح أكثر من صوت تفضيلي، رغم أنّ نقاشًا دار في السابق حول منحه صوتين تفضيليين مثلاً.


ويعتبر الخبراء الانتخابيون أنّ هذا "الصوت التفضيلي" هو أحد العوامل التي تُبعِد النظام الانتخابي عن "النسبية" المُعلَنة في متن القانون، ليصبح نظامًا "أكثريًا مقنّعًا" إلى حدّ بعيد، بدليل أن المعارك باتت مرصودة داخل اللائحة الواحدة، كما كان يحصل أيام "التشطيب"، وهو ما يفرغ "النسبية" من مضمونها بشكل أو بآخر، لأنّه يعيد "شخصنة" المعركة، بدل أن تكون على البرامج والأفكار، كما يبتغي مشرّعو "النسبية" أساسًا.


من هنا، يُعتقَد أنّ "المعارك" بين الرفاق قد تزداد حدّة في الأيام المقبلة الفاصلة عن "يوم الانتخابات"، خصوصًا بعدما "درس" كثيرون تجربة 2018، وأخذوا العبرة منها، علمًا أنّ بعض الأحزاب والقوى أجرت "حساباتها" على الورقة والقلم لكيفية توزيع الأصوات التفضيلية بين المرشحين، بما يعزّز حظوظهم، فيما "يتخبّط" مرشحون آخرون بحثًا عن أصوات تفضيلية، ولو عبر "القدح والذم" بالحليف والرفيق!

ثمّة الكثير من الظواهر الغريبة التي أفرزها قانون الانتخاب الحالي بين تجربتي 2018 و2022. من بينها المعركة على "الحاصل"، فضلاً عن "الصوت التفضيلي"، ومن بينها قبل ذلك بدعة "التحالفات الانتخابية"، التي توصَف بـ"غير السياسية". الأكيد أنّ "النسبية" تقف على النقيض من كلّ هذه "الاجتهادات"، فمتى تصل البلاد إلى نظام نسبي حقيقي، يمنع "شخصنة" المعركة، ويحصر المنافسة بالبرامج والمشاريع؟!
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك