من برجا - إقليم الخرّوب ومن دارة المرشّح للانتخابات النيابية المُحامي سعد الدين وسيم الخطيب، أعلن النائب تيمور جنبلاط، اليوم الجمعة، "النّفير العام" في دائرة الشوف - عاليه، لخوض المعركة الانتخابيّة يوم 15 أيار المُقبل.
في احتفالٍ شهدَ حضور حشدٍ كبير من المواطنين والفاعليات، كان تيمور حاسماً في كلامِه: برجا هي النضال، والإقليم سيبقى خط الدفاع الأول عن المختارة. أما الأمر الأهم والأبرز سياسياً فهو تأكيد تيمور على الشراكة مع "الرئيس الصديق سعد الحريري" والقول: "اصرينا على التكامل مع جمهور الرئيس الشهيد رفيق الحريري". كذلك، شدّد تيمور على أهمية التفاهم الأساسي مع الجماعة الإسلامية حتى لو لم نتحالف سوياً في الانتخابات".
في الشكل والمضمون، أكّد جنبلاط على أنّ التحالف مع الخطيب إنما هو ترسيخٌ للتقارب والانسجام مع تيار "المستقبل"، إذ اعتبر المرشح من صميم خطّ الرئيس الشهيد رفيق الحريري. كذلك، أراد تيمور مع أعضاء اللائحة الذين حضروا معه إلى منزل الخطيب، التأكيد على رسائل أساسية عنوانها "منع حزب الله وحلفائه من التمدّد إلى الجبل والشوف".
حتماً، كانت الرسالة واضحة لاستنهاض الشارع في إقليم الخروب، وكان الإصرار كبيراً من تيمور جنبلاط على أن تكون تلك المنطقة رافعة للائحة "الشراكة والإرادة" التي يرأسها ويخوض معها معركة البقاء والوجود.
مع أن هذه الرسائل كانت علنيّة أمام الحاضرين، إلا أن هناك إشاراتٍ أخرى يجب الوقوف عندها، وترتبطُ باتجاه المعركة لصالح "الحسم"، وتكشف عن أنّ "مغازلة" تيمور لتيار "المستقبل" والرئيس الحريري إنما تكشفُ عن تقاربٍ انتخابي كبيرٍ سيطبع نفسه بقوّة خلال الأيام القليلة المقبلة. ورغم هذا، فإنّ النائب تيمور جنبلاط كان واضحاً، إذ قال لـ"لبنان24" من برجا رداً على سؤال: "حتى الآن لم نعلن تحالفنا مع تيار المستقبل، والإقليم سيبقى وفياً لوليد جنبلاط ورفيق الحريري وسيحافظ على عروبته مهما حاول المتطفلون الدخول إليه". أضاف: "حتماً، سنكونُ يداً واحداً في اللائحة وسننتصر".
من دون أدنى شك، فإنّ عدم إعلان تيمور صراحة عن تحالفٍ مع "المستقبل" رغم المغازلة، إنما قد يرتبط بأمرين: الأول وهو أنّه لا مجال حالياً للكشف عن تحالفات ما لم تنضج بعد. أما الأمر الثاني فهو أنّ التقارب مع "المستقبل" محسومٌ وقريب، وستكون هناك قدرة تجييرية كبيرة لصالح اللائحة، وهو الأمر الذي كان "لبنان24" كشف عنه سابقاً.
وإنطلاقاً من كل ذلك، فإنّ الحشدَ الكبير الذي شهدته دارة سعد الدين الخطيب، اليوم، وتأكيد تيمور جنبلاط على دعم الأخير وقدرته على الفوز، إنما يعتبرُ مؤشراً كبيراً لقدرة المرشح الخطيب على استمالة الجمهور إليه وتحديداً بلدته برجا التي تضمّ نحو 18 ألف ناخب.
كذلك، فإنّ الحساسية المناطقية التي برزت بين برجا وشحيم، شاء تيمور أن يكسرها بالتأكيد على أن اللائحة أصرت أن تأخذ معها خلال انتخابات العام 2022 مرشحاً من برجا. مع هذا، فإنّ من ساهم بتبديد تلك الحساسية هو النائب بلال عبدالله الذي أكد أنه "لا فرق بين منطقة وأخرى، وكل صوت لسعد الدين الخطيب هو 10 لبلال عبدالله".
في المحصّلة، حصل التجييش الكبير لصالح لائحة "الشراكة والإرادة" في برجا، والأهم هو أن مرشحيها في الشوف حضروا الاحتفال في دارة الخطيب، وبشكل خاص النائب جورج عدوان، النائب المستقيل مروان حماده والمرشحين الآخرين. وبجانب ذلك، فإنّ تيمور يزور اليوم النائب محمد الحجار أيضاً، وستكون هذه الزيارة برمزيتها بمثابة تأكيد على أهمية دور تيار "المستقبل" في المنطقة، وتثبيتاً لحيثية الحجار السياسية والانتخابية، وما اللقاء سوى إعلانُ استكمال للمسيرة بين "الإشتراكي" و "المستقبل".