على مسافة قصيرة من موعد الانتخابات النيابية، يبدو المشهد الانتخابي ضبابيا بالنسبة للناخب وغير واضح عند شريحة واسعة من اللبنانيين.
فالقانون الانتخابي الحالي وعلى الرغم من تجربته في دورة الـ2018، ما زال غير مألوف عند عدد كبير من المواطنين.
والأجيال التي انتخبت على مدار سنوات طوال وفقا للقانون الأكثري ووفقا لتقسيمات دوائرية لا تشبه الحالية، من الصعب عليها ان تنتقل مباشرة الى القانون النسبي مع تعقيداته المتمثلة في التوزيع الجديد للدوائر بالاضافة الى ما يعرف بالصوت التفضيلي.
كما ان المواطن الذي اعتاد ان ينتخب على أسس عائلية ومناطقية وشخصية وخدماتية ، كان يرى نفسه أكثر حرية مع القانون الأكثري الذي سمح له بتشكيل لائحة وفقا لمزاجه بعيدة عن مفهوم اللوائح المغلقة.
لذلك، وبناء على ما أورده الأستاذ المحاضر في القانون في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف الدكتور رزق زغيب، نقدّم لكم شرحا مفصلا للعملية الانتخابية.
القانون النسبي
يحصل الاقتراع وفقا لنظام قانون الانتخاب النسبي الذي صدر في 17 حزيران 2017 والذي يحمل الرقم 44/ 2017
وهذا القانون يعتمد على الاقتراع النسبي مع الصوت التفضيلي وفق قاعدة الكسر الأكبر.
الاقتراع
أثناء الاقتراع يجد الناخب نفسه امام صندوق للاقتراع يجلس خلفه رئيس قلم مع هيئة القلم بالاضافة الى مندوبي المرشحين.
يتحقق رئيس القلم من بيانات المقترع عبر التدقيق بهويته او جواز سفره ويسمح له بممارسة حقه بعد التأكد من تطابق بيانات أوراقه الثبوتية مع بيانات لوائح الشطب .
يقوم رئيس القلم بتزويد الناخب بورقة خاصة بالاقتراع وهي اوراق رسمية تحضرها وزارة الداخلية سلفا وبالتالي لا يستطيع الناخب ان يقوم بتحضير لائحته بنفسه.
وورقة الاقتراع تتضمن أسماء كل اللوائح الموجودة في الدائرة الواحدة كما تتضمن اسماء كل المرشحين التي توضع بشكل عمودي تحت اسم كل لائحة ( كل لائحة مع اسماء مرشحيها)
وعلى كل ورقة مجموعة من المواصفات المحددة بحسب النموذج الذي اتبعته وزارة الداخلية، اي لكل لائحة لون واسم ومربع فارغ مخصص لها، والاسم الثلاثي لكل مرشح مع مذهبه والدائرة التي يترشح عنها بالاضافة الى صورة شمسية له، يوضع الى جانبها مربع فارغ مخصص لممارسة الناخب حقه بمنح صوته التفضيلي.
عند استلام الناخب لهذه الورقة عليه ان يختلي بنفسه وراء العازل ( يقوم بوضع اشارة على اللائحة التي اختارها في دائرته الكبرى واشارة على اسم المرشح الذي سيمنحه صوته التفضيلي والذي يجب ان يكون من دائرته الصغرى اي من قضائه ويمكن للمقترع الا يحدد مرشحا تفضيليا دون ان يحتسب اقتراعه غير صحيح.
ورئيس القلم عليه ان يشرف ويتأكد من هذه الخطوة، وبحال عدم اقدام الناخب عليها او بحال قيامه باشهار الورقة الانتخابية يحق لرئيس القلم ان يمنعه من ممارسة حقه.
ولانهاء عملية الاقتراع يضع المقترع الورقة الانتخابية في مغلف ويقفله، ويقوم رئيس القلم بالامضاء عليه، ليقوم من بعدها المقترع بوضعه داخل الصندوق ومن بعدها بالامضاء على لوائح معدة خصيصا كتصريح منه أنه أقدم على ممارسة حقه.
الدوائر
وفقا للقانون الحالي تتوزرع المقاعد نسبيا على اللوائح المتنافسة وذلك نسبة لعدد الاصوات التي نالتها.
وقبل الدخول في تفصيل عملية الفرز لا بد من تحديد نوعية الدوائر، فهناك بعض الدوائر تتضمن دوائر صغرى( حوالي 7 دوائر من أصل 15)، والدوائر التي تتضمن دوائر صغرى هي التي تشتمل على اكثر من قضاء كدائرة الشمال الثالثة التي فيها 4 أقضية (زغرتا والبترون وبشري والكورة).
أما الدوائر التي لا تتضمن دوائر صغرى فهي لا حاجة فيها للتقسيم كدائرة المتن مثلا.
عملية الفرز
عملية الفرز تكون على مرحلتين:
المرحلة الأولى: يتم تحديد الحاصل الانتخابي الذي يتم احتسابه وفقا للتالي: عدد المقترعين في الدائرة مقسوم على عدد المقاعد في الدائرة ( في الشمال الثالثة مثلا وان افترضنا ان عدد المقترعين هو 100 الف يكون الحاصل 100 الف مقسوم على 10 مقاعد فيساوي 10 الاف صوت).
وكل لائحة لا تصل الى هذا الرقم تخرج تلقائيا من السباق.
ومن ثم يتم اعتماد حاصل انتخابي جديد بعد شطب اصوات اللوائح التي خرجت من السباق، اي يتم احتساب عدد المقترعين للوائح التي نالت الحاصل الانتخابي الاول.
المرحلة الثانية : بعد تحديد رقم الحاصل الجديد يقسم على عدد المقاعد ، فيتم تحديد عدد المقاعد التي نالتها كل لائحة.
وفي حالة الشمال الثالثة وان اعتبرنا ان الحاصل هو 10 الاف، تربح اللائحة التي تحصل عل 30 الف صوت 3 مقاعد، اما في حال حصلت لائحة على 35 الف صوت وأخرى على 34 الف صوت، فعندها يتم احتساب المقعد الرابع من حصة اللائحة التي لديها عدد كسر أكبر اي 35 الف صوت.
المرحلة الثالثة: يتم خلالها تحديد هوية الفائزين من كل لائحة، وهنا يتم العمل وفقا للصوت التفضيلي الذي يحتسب داخل الدوائر الصغرى.
بعد تحديد عدد المقاعد الذي نالته كل لائحة (وفقا لحواصل كل لائحة)، يتم ترتيب أسماء الفائزين في قائمة واحدة من الأعلى الى الادنى وفقا لما ناله كل مرشح من النسبة المئوية للأصوات التفضيلية في دائرته الصغرى او في دائرته التي لا تتألف من دوائر صغرى.
توزع المقاعد على الفائزين من الاول الى الأخير من أي لائحة كانوا، فيعطى المقعد الاول للمرشح الذي حصل على اعلى نسبة مئوية من الاصوات التفضيلية، وهكذا بالنسبة لكل المقاعد المتبقية ، على ان يراعى في توزيع المقاعد الشرطين التاليين، ان يكون المقعد شاغرا وفقا للتوزيع المذهبي للمقاعد في الدائرة الصغرى، اذ بعد اكتمال حصة مذهب في الدائرة يخرج حكما من المنافسة باقي مرشحي هذا المذهب.
والشرط الثاني الا تكون اللائحة قد استوفت نصيبها المحدد من المقاعد، فاذا بلغت عملية التوزيع مرشحا ينتمي الى لائحة استوفت نصيبها من المقاعد يتم تجاوزه الى المرشح الذي يليه.