على عكسِ العام 2018، غابت ملامحُ شعار "الخرزة الزرقاء" الخاص بـ"تيار المستقبل" عن مشهد انتخابات المغتربين، أمس الجمعة. فبشكل واضحٍ، كانت خيم الأحزابُ الأخرى موزّعة أمام المراكِز التي اقترع فيها المغتربون في العديد من الدول، وكان السعيُ كبيراً من قبلها لتثبيت صورة مفادها أنّ الأحزاب موجودة ولديها ثقلها الشعبي والسياسيّ المؤثر في دول الاغتراب.
في ما خصّ جمهور "تيار المستقبل"، فقد تبيّن أن مسار التصويت كان متفاوتاً في ما بينهم. فعلى عكسِ الأجواء السائدة داخل لبنان والمرتبطة بـ"مقاطعة الانتخابات" من قبل جمهور التيّار، لوحظ أن مغتربين معروفون بانتمائهم للمستقبل ويُجاهرون بذلك عبر صفحاتهم عبر مواقع التواصل، شاركوا في التصويت ولم يلتزموا بالمقاطعة. في المقابل، فقد كان نفسُ الابتعاد عن الاستحقاق قائماً لدى بعض المغتربين المؤيدين للتيّار، إذ كانوا أعلنوا في وقتٍ سابق بشكل علني نيتهم عدم المشاركة بالانتخابات. وبين هاتين الجبهتين، تبرزُ جبهة لم تكشف عن توجهاتها، ومن الممكن أن تكون شاركت بالتصويت أو العكس.
بشكل أو بآخر، فإنّ ابن "المستقبل" لن يُصوّت إلا للوائح التي تمثل توجهاته السياسيّة في بادئ الأمر، ولن يصبّ اقتراعه إلا في مصلحة جهاتٍ تحمل مشروعاً سياسياً يتوافق مع الطروحات التي كان يقدّمها الرئيس سعد الحريري.
مع هذا، فإنّ لوائح المجتمع المدني قد لا تكون بعيدة عن توجهات ابن "المستقبل" المغترب، لكنّ المشكلة تكمنُ في كيفية مقاربة هذا المقترع لرؤية لوائح التغيير وكيفية تعاطيها مع الحريري نفسه.