تجدد أمس الخلاف الاعلامي بين التيار الوطني الحر وحركة امل بعد هدنة طويلة فرضتها الانتخابات النيابية دامت عدة اشهر، لكن على ما يبدو فان هذه الهدنة لن تستمر اذ ان التراشق الاعلامي بين الطرفين اخد طابعا بالغ التصعيد وهذا امر لم يكن متوقعا بعد النتائج الانتخابية الاخيرة.
في خطابه امس إعتبر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التصويت لرئيس مجلس النواب نبيه بري لدورة جديدة سيكون مرتبطا باتفاق مسبق على بعض اساليب العمل، وهذا ما يجب ان يلتزم به رئيس المجلس. واكد باسيل ان المقايضة بين التصويت لبري وبين منصب نائب رئيس مجلس النواب ليس واردا.
كلام باسيل لم يمر مرور الكرام فرد عليه النائب علي حسن خليل بطريقة قاسية فاتحا باب التراشق بين مسؤولي وناشطي التيار من جهة وبين مسؤولي وناشطي حركة امل من جهة ثانية، ما اوحى بأن التصعيد سيوصل الى عودة الافتراق الكامل بين الطرفين في لحظة سياسية بالغة الحساسية.
الخلاف بين "امل والتيار" سيخرج "التيار" نهائيا من اي احراج سياسي مع حزب الله بشأن مسألة انتخاب الرئيس نبيه بري لدورة جديدة، خصوصا وأن التيار سيكون مرتاحا اكثر مع جمهوره في حال امتنع عن انتخاب بري لكنه كان سيجد نفسه محرجا مع الحزب على اعتبار ان معركة رئاسة مجلس النواب تأخذ طابعا مرتبطا بمحاصرة الحزب سياسيا.
إحدى اهم مشاكل حزب الله السياسية هي الخلاف الكبير بين حلفائه الذي يؤدي الى فشل كل امكانية لتحقيق تقدم سياسي في الدولة اللبنانية او الاتفاق على مشروع حكم واحد، وهذا ما حصل في السنوات الماضية حيث سقطت الاكثرية النيابية بسبب الخلاف بين بعبدا وعين التينة، لكن الاهم هو ان الخلاف ساهم في تعرض الحزب لهجوم سياسي كبير.
يخسر الحزب هامشا كبيرا من حركته السياسية بسبب خلافات حلفائه، اذ يصبح مكبلا غير قادر على اتخاذ قرار او الوقوف في صف هذا الفريق او ذاك خوفا من الدخول في خلافات حتى مع حلفائه، لكن نتائج الانتخابات الاخيرة وتراجع حلفاء الحزب كان من الممكن ان يضع حدا لكل هذه الخلافات، الا ان اشتباك الأمس اوحى بغير ذلك.
تتحسن بشكل متسارع علاقة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل برئيس تيار المردة سليمان فرنجية مع اقتراب استحقاقات دستورية كبيرة، لكن على ما يبدو فان علاقة باسيل ببري لن تأخذ ذات الاتجاه ما سيؤثر على كامل الحياة السياسية والتوازنات النيابية.