لم يكن يوم أمس الخميس (30 حزيران) سهلاً على المواطن اللبناني محمّد صقر، الذي عاشَ لحظات عصيبة لا تُنتسى أبداً، وذلك بعدما تمّ الإعلان عن وفاته في بلدته السماقيات، إثر اشتباكٍ مُسلّح مع الجيش.
لساعات قليلة، كان صقر في عداد الموتى بالنسبة لأهله وللناس، بينما كان هو حيّ يُرزق. ففي السماقيات، وهي إحدى القرى التي يقطنها لبنانيون في قرى حوض العاصي في ريف القصير، أقيم مأتم وداعٍ لصقر، أمس الخميس. حتماً، الحزنُ لفّ المنطقة بأسرها، وجعل عائلة صقر تتقبل التعازي بعدما ظنّت أنه تم دفن ابنها تحت التراب بينما هو كان في عمله، بعيداً كل البعد عمّا يحصل.
أمّا المفاجأة الصادمة لذوي صقر والناس فكانت حينما عادَ الأخير إلى منزله في ظلّ العزاء الذي أقيم لأجلِه، فاللحظات كانت غير متوقعة، وتجعل من يعيشها يستذكرُ حكايا "السفربرلك" أيام الوجود العثماني في لبنان وسوريا. حينها، كانت تصلُ أنباء عن وفاة مقاتلين في معارك الحروب، فتُقام مجالس العزاء عن أرواحهم من دون الحصول على جثامينهم. وبعدَ فترةٍ طويلة من الزمن، يعودُ هؤلاء المقاتلون سالمين إلى منازلهم، فتكون الصدمة حاضرة بقوة.
ماذا حصل بالتّحديد مع محمد صقر؟
"لبنان24" حصل على تفاصيل الحادثة التي ارتبطت بمحمد صقر، والوقائع تكشف ما جرى بالتحديد.
يوم أمس، حصل تبادلٌ لإطلاق النار بين قوة من الجيش وشخصين كانا داخل سيارةٍ من نوع "كيا" في جرود عكار - الهرمل، وذلك بعدما بادر السائق ومن بجانبه لإطلاق النار على القوّة العسكرية.
تقول المعلومات إن الإشتباك أسفر عن مقتل السائق وجرح من كان بجانبه، وقد تبين أن الأول لبناني واسمه "محمد صقر"، فيما كان الشخص الذي بجانبه سوري الجنسية.
في بادئ الأمر، تم الاعتقاد بأن صاحب الجثة هو محمد صقر الذي يقطن في إحدى البلدات الحدودية السورية الملاصقة لقضاء الهرمل. وبعد إجراءات قام بها الجيش، تسلم آل ناصر الدين جثّة الشاب بعد طلب ذويه القاطنين داخل الأراضي السورية، دفن جثمان ابنهم.
ووفقاً لمصادر "لبنان24"، فإنه أثناء إقامة المأتم في بلدة السماقيات، فوجئ الحاضرون بدخول محمد صقر الحقيقي إلى المنزل، مستغرباً المشهد الذي رآه، إذ كان أبناء القرية يتوافدون إلى هناك لتقديم واجب العزاء بموته.
هنا، كانت الصدمة كبيرة، في حين أن صقر عمد فوراً إلى تسجيل مقطع فيديو أعلن فيه أنه حيّ يُرزق وكان في عمله ولا يعلم ما حصل أبداً.
وإثر ذلك، فتح الجيش تحقيقاً في ما حصل لكشف ملابسات الحادث، وبانتظار نبش القبر الذي دفنت فيه الجثة لمعرفة هوية صاحبها الحقيقيّة.