مرضى السرطان في لبنان عذاباتهم مضاعفة، وهم، إن كَتب لهم القدر السير في درب الجلجلة على امل الشفاء، أعدمهم اصحاب السلطة في لبنان بدم بارد، ولم يتركوا لهم شيئاً من هذا الامل، فدواؤهم مفقود بل مقطوع وإن وجد فهو مزوّر.
أوقفوا التهريب
يوافق النائب الاسبق الدكتور عاصم عراجي ، رئيس لجنة الصحة النيابية عام 2018 على الرأي القائل بأن مشكلة تأمين ادوية السرطان في لبنان قد تحولت بالفعل إلى مشكلة مستعصية.
وقال في حديث لـ "لبنان 24" ان: "كل الحلول التي يتم التدوال بها لا تعدو كونها حلولا مؤقتة، في الوقت الذي يحتاج فيه الوضع إلى حل جذري".
أضاف: "ان مبلغ الدعم المخصص لأدوية السرطان وأدوية المناعة والبالغ 25 مليون دولار شهرياً لمدة أربعة اشهر، ومصدره حقوق السحب الخاصة بلبنان من البنك الدولي ليس كافياً".
ويوضح: "كان اقتراحي الدائم في المجلس النيابي السابق زيادة مبلغ الدعم ليصل إلى خمسين مليون دولار، ولكن مع ذلك فإن هذا الحل وحده غير كاف ما لم يترافق مع ايجاد حل لمشكلة التهريب".
عمليات التهريب هذه بحسب معلومات لـ"لبنان24" ، "تطال أدوية غالية الثمن مخصصة لمرضى السرطان يمكن وضعها في الجيب، والانتقال بها إلى خارج الحدود براً او جواً. والحل لهذه المشكلة يراه عراجي في امرين:
- الاول: انشاء نظام تتبع الكتروني يمكن بواسطته التأكد ان الدواء قد وصل فعلاً إلى المريض ولم يسلك وجهة اخرى غير قانونية او شرعية.
-اما الحل الثاني فهو في قيام الدولة بالاستيراد مباشرة بحيث يمكن بذلك التخفيض من كلفة الفاتورة بنسبة 25% ".
برافو لوزير الصحة ولكن ..
يشيد عراجي بالجهد الذي يبذله وزير الصحة فراس ابيض لإحداث خرق ايجابي في هذا الملف، ولكنه يسأل في الوقت ذاته :"ماذا عساه يستطيع ان يفعل الوزير وحده في ظل النقص في السيولة، والتأخير في فتح الاعتمادات".
عراجي طالب في حديثه بـ "فصل الملف الصحي عن الملف السياسي حتى تستقيم الامور، والا فإن شيئاً ايجابياً لن يحدث على هذا الصعيد"، وحذر من ان "مرضى السرطان هم خط احمر، ولا يجوز ان ينقطع عنهم الدواء بأي شكل من الاشكال، وإلا فإن العواقب ستكون وخيمة على حياتهم."