في أكثر من تصريحٍ له خلال الآونة الأخيرة، كان رئيس الحزب "التقدّمي الإشتراكي" وليد جنبلاط يلتزم "مُهادنة" غير مسبوقة مع رئيس الجمهوريّة ميشال عون، مع العلم أنّ الملفات الضاغطة كثيرة وبعضها يُعتبرُ مصيرياً للبلاد.
فعلياً، فإن "الهدوء الجنبلاطي" في هذه المرحلة أدّى إلى طرح تساؤلاتٍ عديدة عن أسبابه، لكنّه قد يكون مرتبطاً بالأمور التالية:
1- بالنسبة لجنبلاط، قد تكونُ الأجواء السياسية "غير مؤاتية" للصّدام، في حين أنه كان دعا لدى آخر زيارة قام بها لرئيس مجلس النواب نبيه بري إلى "القليل من الهدوء والحِكمة".
2- يبدو أن جنبلاط يُدرك تماماً أن المرحلة الحالية غير كافية لافتعال إشكالات، فمدّة العهد شارفت على الانتهاء، وأن خوض أي معركةٍ ضده اليوم ستكونُ في "الوقت الضائع"، أي أنه لا طائل منها سياسياً ولا حتى شعبياً، كما أن الانتخابات انتهت.
3- على أرض الواقع، يعتبر جنبلاط نفسه اليوم في موقعٍ يمهد له الطريق لأن تكون زمام المبادرة السياسية بيده. بالنسبة لزعيم "الإشتراكي"، فإنّ إعادة ارتباط تسمية "بيضة القبان" بكتلتهِ في مجلس النواب جعله يتحرّك وفق قواعد الهدوء أكثر، وبالتالي فإن التأثيرَ هنا سيكون أوسع وأشمل وبعيداً عن الصدامية.
4- الهدوء الجنبلاطي القائم حالياً يمكن أن يجذب مختلف الأفرقاء خصوصاً أولئك الذين يحملون شعار "السيادة"، وهناك إمكانية لتشكيل جبهاتٍ متراصة في وقتٍ لاحق أقله داخل مجلس النواب.