يبدو أن ملف ترسيم الحدود البحرية سيشهد تطورات جدية خلال وقت قريب، فبعد تصريحات السفيرة الأميركية في بيروت دورثي شيا أمس الأول، والتي حملت إشارات إيجابية، بالتزامن مع اعلان رئيس الحكومة الاسرائيلية بأنه طلب من الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين حلاً سريعاً لملف ترسيم الحدود، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب في حديث تلفزيونيّ أمس، أن الوسيط الأميركي سيزور لبنان في أقل من أسبوعين.
وذكرت «اللواء» ان هوكشتاين سيعود في الأحد الأخير من تموز (31 منه) وان هناك توافقا فرنسيا واميركيا على إرساء الهدوء على الحدود الجنوبية، على ان تكثف واشنطن جهودها لابرام تسوية ترسيم الحدود لإيجاد مورد للنفط والغاز إلى أوروبا في ظل استمرار الحرب الروسية- الاوكرانية.
وقالت المصادر ان باريس، وضعت الملف جانبا، وابلغت من يعنيه الأمر انها عاجزة عن منع أو إيقاف الانهيار أو الارتطام الكبير!
ولفتت معلومات “البناء” إلى أن “ملف الترسيم حمل إشارات أميركيّة حول إمكانية العودة للمفاوضات قريباً”.
وكتبت" الاخبار": سريعاً، تجاوز العدو سياسة اللامبالاة حيال مطالب لبنان. بعد المعادلة التي فرضها حزب الله على كيان العدو، ومن خلاله على الولايات المتحدة، صارت القيادة الإسرائيلية معنية بالمبادرة إلى خطوات عملية خلافاً لكل المماطلة المستمرة خلال 12 عاماً من المفاوضات. والسبب خشية العدو من أن ترفع المقاومة من مستوى رسائلها العملياتية. على هذه الخلفية، أتى إبلاغ رئيس وزراء العدو يائير لابيد الوسيط الأميركي عاموس هوكشتين، على هامش زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للقدس المحتلة الأسبوع الماضي، بأنه «معني بالتوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن»، كما نقل عدد من التقارير الإعلامية الإسرائيلية، من دون أن يعني ذلك بالضرورة أن تل أبيب وافقت على التسليم بكامل حقوق لبنان المائية والغازية.
في المقابل، يؤشر موقف لابيد وتعمّد الكشف عنه، أيضاً، إلى تسليم قيادة العدو بأن قرار حزب الله التصدي للاعتداء على حقوق لبنان نهائي ولا رجعه عنه. كما يظهر رغبة إسرائيل في تجنب استفزاز للمقاومة من خلال التأكيد على سلوك مسار المفاوضات الحثيثة (في أقرب وقت ممكن) في محاولة لتجنب تلقي رسالة عملياتية ثانية من المقاومة، يرجح أن تكون أكثر وقعاً وتأثيراً، إذا ما لمست أن هناك إصراراً على مواصلة سياسة المماطلة.
وذكرت «الديار» ان تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله والتي ارفقت بتحرك ميداني «للمسيرات» اثمرت خلال الساعات القليلة الماضية عن تخل اميركي عن المماطلة في تسوية هذا الملف، وعلم في هذا السياق، ان كل الاطراف تبلغت من الجهات الاميركية المسؤولة وجود تسريع لعملية التفاوض لإنجاز اتفاق مقبول من قبل الجانبين قبل ايلول المقبل وذلك لمنع انزلاق المنطقة الى مواجهة عسكرية.
ووفقا لمصادر مطلعة، لا ترغب اسرائيل في التراجع عن موعد بدء استخراج الغاز من بئر «كاريش» المحدد في شهر ايلول المقبل، كي لا تمنح حزب الله انتصارا لن يمر مرور الكرام بتداعياته السياسية داخليا، كما في معركة الوعي بين الجانبين، فضلا عن دلالاته الامنية والعسكرية. ولان التقديرات الامنية الاسرائيلية قد خلصت الى نتيجة مفادها ان السيد نصرالله جاد في تهديداته، تستعجل القيادة الاسرائيلية الوصول الى حل يجنبها «الكأس المر».
وفي هذا السياق، تشير معلومات «الديار» بان نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب المكلف من الرئاسة الاولى التواصل مع الاميركيين بشان الترسيم تبلغ من «الوسيط» الاميركي عاموس هوكشتاين انه في صدد تزخيم تحركه قبل انتهاء شهر آب، وهو سيزور لبنان بعد اقل من اسبوعين. واعلن بوصعب ان الملف اصبح في مرحلة متقدمة دون ان يجزم ان الامر «انتهى». هذا الحذر في كلام بوصعب سببه عدم تحديد هوكشتاين موعدا لعودته الى المنطقة مع العلم انه ابلغه ان وجهات النظر بين ما طالب به لبنان والرد الاسرائيلي يبدو مقاربا لكن هناك امور اخرى تحتاج الى نقاش. ولهذا اكد انه خلال الاسبوع او الاسابيع الثلاثة المقبلة سيكون هناك شيء اوضح فإما ذاهبون باتجاه حلحلة ، او فعلا نضيع وقتنا ولا حل بالمدى القريب.. ولفت الى ان الوساطة الاميركية التي كان يقوم بها الوسيط الاميركي هوكشتاين كانت تؤدي الى نتائج ايجابية... وهنا اكد بوصعب ان لبنان في موقع القوي وليس الضعيف، وهذا ما «يجعلني متفائلا بالوصول الى نتيجة ما، ولكن بتحفظ، اذ لا نستطيع التحدث عن شيء نهائي قبل ان يصبح نهائيا، لان الشياطين تكمن دائما في التفاصيل، من هنا علينا ان ننتظر الاسابيع المقبلة»...