Advertisement

لبنان

"العصيان القضائي" مستمر : اعتكاف مفتوح

Lebanon 24
23-08-2022 | 22:30
A-
A+
Doc-P-983649-637969158943270737.jpg
Doc-P-983649-637969158943270737.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
خلال الساعات الأخيرة تعاضد الجسم القضائي حول تأكيد الاعتكاف المفتوح عن مزاولة مهامه حتى تحقيق المطالب، في خطوة بدت أشبه بالتلويح بإعلان حالة "العصيان القضائي" في مواجهة السلطة ما لم تقترن الوعود المعطاة للقضاة بضمانات ملموسة تفضي إلى تحسين أوضاعهم المادية.
Advertisement
وفي سياق متصل، وذكرت «الأخبار» أن وزير العدل سيجول الخميس على الرؤساء الثلاثة لاستكمال المشاورات بشأن مطالب القضاة.اضافت" الاخبار": يعتقد بعض القضاة أن دعوة مجلس القضاء الأعلى أمس لجمعية عموميّة لهم كان «مفخخاً»، خصوصاً بعدما تمنّى رئيس المجلس القاضي سهيل عبود عليهم تسيير الملفات الملحّة وأعلن رفضه آلية قبض رواتب القضاة على سعر صرف 8 آلاف ليرة «لأنها أغضبت الكثيرين». موقف عبود أثار حفيظة القضاة الذين رأوا أن «الريّس» يريد تنفيس اعتكافهم على طريقته.
وحده مشهد الجمعية العمومية كان كفيلاً بإثارة غضب القضاة أكثر: 400 قاضٍ يتوجّهون إلى القاعة الكبرى لمحكمة التمييز على الدرج، ويجتمعون فيها على «ضو الشمس» ويمسحون عرقهم من جراء انقطاع التيار الكهربائي عن قصر عدل بيروت. مع ذلك، بذل المجتمعون أقصى جهدهم للإنصات إلى كلمة عبّود، حتى لا يفوتهم أي موقف، إلا أنهم فوجئوا بأنه لم يقدّم حلاً، بل «كان يشكي معنا». هم الذين تكبّدوا عناء المشوار إلى «العدلية»، لا يريدون أن يتلو الرجل عليهم وقائع مظلوميتهم وأن يؤكد بأن المجلس «يتفهّم معاناتهم». كبتوا استياءهم قبل أن يفهموا منه أنه يريد تنفيس الاعتكاف.
لم يقلها بالفم الملآن، لكن هذا ما فهموه حينما أكّد أنّ عليهم فكّ الإضراب بعد أن تحوّل وزارة المالية مبالغ مالية إلى صندوق التعاضد الخاص بهم لتغطية المساعدات الاستشفائية والمدرسية (علماً بأنّ هذه الأموال لن تغطي نفقات المدارس والمستشفيات كاملةً)، وعندما تمنّى عليهم تسيير الملفات الملحّة، وهو ما اعتبره القضاة «حيلة لضرب الإضراب».لكن أكثر ما أثار حفيظتهم هو إعلان عبّود رفضه تدبير قبض رواتبهم على سعر صرف 8 آلاف ليرة «لأنه أغضب الكثيرين» على حد قوله. وهذا ما أزعج كثيرين من القضاة الذين انتقدوا علناً أداء مجلس القضاء الأعلى وتقاعسه عن الوقوف خلف قضاياهم، ووصل البعض إلى اتهامه بأنه يريد تلبية مطالب القوى السياسيّة. وإلا، «كيف لمجلس القضاء أن يصدر بياناً يؤكد فيه دعمه للتدبير بقوله إنه كان الحل المؤقت للرواتب الذي لا يتناسب بتاتاً مع ما هو مستحق لكل قاض بانتظار الحلول العامة والنهائية التي تطاول كل السلطات والجهات والمرافق»، متسائلين: «ألم يأخذ المعنيون موافقة المجلس على آلية القبض هذه؟ أم أن الموضوع هو كباش سياسي؟».
في المقابل، يعتقد بعض القضاة بأن موقف عبود هو الرسالة التي أراد توجيهها في دعوته الجمعية العمومية حتى لا يقوم زملاؤه برفع سقف مطالبهم، والتمهيد بأن الدولة لن تعود إلى هذا التدبير، ما يعني الموافقة على ما هو أقل من 8 آلاف لفك الإضراب. وبذلك، ثارت ثائرة القضاة في الاجتماع فذكّروا بأن الدولة حسّنت رواتب موظفي القطاع العام وصارت تصل إلى 8 آلاف، فيما معدّل رواتبهم هي 4 ملايين ليرة (تتراوح رواتب الموظفين بحسب رتبتهم بين 3 و8 ملايين ليرة) ومن دون حصولهم على منافع عينية كقسائم محروقات، وعدم قدرة الصندوق الخاص بهم على تغطية نفقات الخدمات الاستشفائية والطبيّة والتعليميّة. علماً أن السلطة القضائية هي من بين أكبر 3 موردات إلى صندوق الخزينة برغم عددهم القليل. وهذا ما أشار إليه أحد القضاة في كلمته، مشدداً على أنّ ميزانية القضاء لا تتعدى 0.03 % من ميزانية الدولة رغم الواردات التي يتم تحقيقها، فيما تتعمّد الدولة إجحافهم، وهو ما يبدو واضحاً من خلال تأخر صرف رواتبهم والمساعدات الاجتماعية التي لم تُصرف لهم بعد هذا الشهر، بالإضافة إلى عدم تلقيهم بدلات عن مشاركتهم في الانتخابات النيابية الماضية.وكانت الجمعية العمومية للقضاة قد عقدت اجتماعها أمس في القاعة الكبرى لمحكمة التمييز، بحضور نحو 400 قاض يتقدمهم رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، وتناول المجتمعون موضوع الاعتكاف الذي دخل أسبوعه الثاني "وما يعانيه قضاة لبنان من ظروف مادية ومعنوية واجتماعية وصحية صعبة"، فتقرر في نهاية الاجتماع وبالإجماع الاستمرار في الاعتكاف بعدما تبيّن من أنّ "الاتصالات مع المسؤولين لم تفض الى أي نتيجة لتحقيق الحد الأدنى من مطالب القضاة". ولاحقاً، أعلن مجلس القضاء الأعلى في بيان "تبني مطالب القضاة جميعها وما استتبعها لناحية الاعتكاف، إلى حين تنفيذ ما تم التوصل إليه في هذا الشأن"، مع التصويب في ما خصّ تردّي الأوضاع القضائية إلى أنّ ذلك "مرده بصورة أساسية الى عدم إقرار قانون استقلال السلطة القضائية".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك