على طريقة "يا عنتر مين عنترك"؟ عنترت حالي وما حدا ردّني"، أطلّ "القائد المفدّى" و"ولي العهد" جبران باسيل مساء أمس على اللبنانيين بخطاب شامل، لم يترك فيه أحدا "من شرّه". ومن يعرف الباسيلي "المفدّى" عن كثب، يعلم تماما ان" حرتقجي الضيعة" لا يهنأ له عيش اذا لم يُثر الجلبة، معتقدا أنها الطريقة الفضلى لفرض نفسه على الاخرين.
لبس باسيل "ثوب زعامة" لم يفصَّل على قياسه، فراح يخبط خبط عشواء، في كل الاتجاهات، بدءا بتياره وصولا الى مساحات الوطن، من دون أن يوفّر حتى "من رفدوه" بدعم انتخابي اتاح له تحصيل مكاسب نيابية، لم يحاول وضعها في خدمة الوطن، بل للتهويل والصراخ الذي سينتهي حتما أمام مرآة منزله.
منتقلا من نظرية "ما خلّونا" الى نظرية "ما رح نخليكن"، وقف باسيل مهددا ومتوعدا الجميع لا سيما رئيس الحكومة، في مخطط واضح لاخذ البلد الى انقسام طائفي ومذهبي، لم يتقن باسيل وجماعته يوما الا اللعب "على أوتاره".
أزعجه كثيرا أن يطل رئيس الحكومة للتذكير بأحكام الدستور التي تنص على تولي الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية في حال الشغور الرئاسي، فهدد، بدون اي وجه حق ، باعتبار حكومة تصريف الاعمال "مغتصبة للسلطة"، منصّبا نفسه ولياً على الدستور يفسره كما يشاء .
وفي استعادة مشوهة لخطاب التسعينيات الذي كبّد اللبنانيين والمسيحيين منهم خصوصا اثمانا باهظة، يقول "القائد الباسيلي": "لو اجتمع العالم كله على دعم الحكومة ضدنا سنعتبرها غير شرعية، ما تجرّونا الى ما لا نريده"، متناسيا ان "زمن التمرّد" بات في زمن آخر، وان في البلد دستور وقوانين تحكم وتحسم، الا اذا كان حلم امارته "الليمونية" في البترون "على قياسه" عاد يراوده، بعدما بددت التطورات حلمه الرئاسي الاوسع.
تناسى "القائد المفدّى" انه كان "شريكا مضاربا" في كل ما حصل خلال السنوات الماضية، وانه لم يرفع صوته الا عند المطالبة بالمزيد او للتغطية على "الكبائر" بالصراخ.
وقف مهددا رئيس الحكومة قائلا "لا يتخبى ورا حدا ولا يحتمي بحدا، ولا يسمع نصائح أو أوامر حدا من الخارج والداخل.. ما بيقدروا يحموك"، متناسيا ان الاختباء والهرب" ماركة ليمونية" مسجلة ورثتها "زعامة كرتونية "منتفخة" بقوة اصوات انتخابية لزوم الثلاثية الاستراتيجية"، فيما ينتظر "العشّاق المتحلقون حول الطاولة" عتبة نهاية تشرين "لينفخت الدف ويتفرّقوا".
وانطلاقا من قوله "إن الفراغ لا يملأه فراغ" نقول، مع الغالبية الساحقة من اللبنانيين، لباسيل: عد الى حجمك وإلزم حدودك. في النهاية أن مواطن في بلد دفع فيه الملايين من البشر تضحيات ليبقى ويستمر، فيما انت " قادم الى ساحات النضال" في غفلة "مصاهرة" اعتقدت انها تمنحك صك التصرف كما تشاء بالوطن والعبّاد.
عد الى الواقع وانسى عنجهيتك وغرورك. وبالتأكيد هناك في هذا الوطن من لا يزالون يؤمنون بالدولة والدستور وارادة الشعب، وهؤلاء حكما سيقفون في وجه مغامراتك المدمّرة". وعندها سيسمع الناس، جميع الناس، حتما صرختك الصادقة "ما خلّونا".