كتب نبيه البرجي في "الديار": المقاربة الطائفية للأزمة زادت في تعقيد المشهد، وربما في امكانية تفجيره، خصوصاً اذا كان رجل القصر بنرجسية الجنرال الذي عرف بضرباته العسكرية العشوائية، والذي يمكن أن يقدم في اللحظة الدستورية (أو اللادستورية) الأخيرة على ضربات سياسية عشوائية تدمر ما تبقى من الهيكل، بعبارة «أنا لبنان ولبنان أنا»، تماماً ما كان شارل ديغول يقول «أنا فرنسا وفرنسا أنا».
لا ندري ما اذا خطرت في باله صرخة السيد المسيح في وجه الفريسيين «أنا الهيكل» بمعنى «أنا الجمهورية» !
جبران باسيل الذي يصفه رئيس حزب مسيحي بـ «صبي القصر» هدد بالفوضى الدستورية مقابل الفوضى الدستورية. أسئلة كثيرة طرحت في صالون المرجع السياسي. حتماً، الرئيس ميشال عون سيخلع الوشاح الرئاسي منتصف ليل تلك الليلة (الليلة الليلاء)، تاركاً للوصيف الرئاسي أن يواجه على الأرض رئيس حكومة تصريف الأعمال.
وزراء التيار سيعتكفون (باعتبار أن الاستقالة قائمة) ليضاف الفراغ الاداري الى الفراغ السياسي، والفراغ الدستوري. ولكن هل حقاً ما يشاع من أن «جماهير» التيار ستحتل القصر؟ ماذا يعني ذلك اذا كان القصر قد خلا من أي معنى؟ المعنى في «ارغام» الجنرال على البقاء على كرسيه، دون أخذ الأمثولة مما حدث عام 1991...
اذا اعتكف وزراء التيار، لن يكون وضع حكومة ميقاتي مماثلاً لوضع الحكومة العسكرية التي أصدر الرئيس أمين الجميل مراسيم تشكيلها في ربع الساعة الأخير من ولايته، حين استقال كل الوزراء المسلمين. ثمة قوى مسيحية أخرى ممثلة فيها، وان حصل اختلال في التمثيل الماروني بالذات.
عودة الى صراع النصوص، وصراع الصلاحيات، وصراع المافيات (على أنواعها)، ما يستتبع، جدلياً، صراع الخنادق. كل شيء يشي بأن آلهة النار في الميتولوجيا اللبنانية ينتظرون لحظة تقرع الأجراس...