بعد سلسلة لقاءاتهم مع مختلف القوى السياسية إستنتج "نواب التغيير" أن ثمة صعوبة في التوافق على إسم مرشح "تسوية"، أي بمعنى إمكانية الجمع من خلال هذا المرشح بين "معسكري" ما يسمى "قوى الممانعة" و"القوى السيادية"، لأن ما يباعد بينهم في الأمور الإستراتيجية أكثر بكثير مما يمكن أن يقرّب المسافات بينهم في الأمور غير الخلافية.
وقد تكون شكليات هذه اللقاءات، في رأي البعض، مجرد تمرير للوقت في انتظار ما يتهيأ له الجميع، وهو الفراغ الرئاسي الذي بات يتقدم على كل ما عداه، وانتظار تسوية سياسية إقليمية أو داخلية "تُطبخ" في الخارج تمهيدًا لرسم مستقبل لبنان.
ويقول بعض "نواب التغيير" أن ثمة ملاحظات وإستنتاجات كثيرة خرج منها "النواب الجدد" من هذه اللقاءات، ومن بين هذه الملاحظات ما سمعوه بالتحديد من كل من رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.
فباسيل كرّر أمام الوفد شرط تمتّع المرشح للرئاسة بحيثية مسيحية ووطنية واطلاع كاف على الملف المالي والإقتصادي، مع نصيحة باسيلية بعدم الرهان على الخارج في استحقاق يجب أن يكون داخليًا محضًا، معيدا التذكير بتجربة انتخاب ميشال عون عام 2016.
أما جعجع فكان واضحًا في كلامه عندما قال إنه على رغم أنه مرشح رئاسي طبيعي، بإعتباره رئيس أكبر كتلة نيابية مسيحية في البرلمان، فإنه على إستعداد تام للسير بأي مرشح يمكن التوافق عليه من ضمن "الخطّ السيادي"، وأن "القوات اللبنانية" ستكون رأس حربة في هذا المسعى.