سبقت السفيرة الاميركية في لبنان دوروثي شيا خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله وسلمت الرؤساء الثلاثة النسخة الخطية النهائية للاتفاق المقترح اميركيا بين لبنان واسرائيل، اذ كان واضحاً، في الشكل أقله، الايجابية التي اظهرتها شيا والتي تعكس ايجابية الطرح الاميركي.
بعيداً عن التسريبات الاعلامية، يبدو واضحاً ان لبنان سيحصل على كل ما طالب به في الاسابيع الماضية، حيث لن يكون هناك اي داع للتصعيد بل سيدخل البلد بمسار من الاستقرار النسبي، وستبدأ عملية التنقيب عن الغاز في البلوكات اللبنانية، وهذا يعني ان "حزب الله" لن يقوم بأي خطوات تصعيدية في الايام او الاسابيع المقبلة...
لاقى الامين العام للحزب الايجابية المفترضة، بخطاب هادئ أعلن فيه ان لبنان امام ايام حاسمة بإنتظار رأي لبنان الرسمي بالاقتراح الاميركي. حدد نصرالله مجددا أولويات الحزب في ملف الترسيم، وهي التنقيب والاستخراج والوقوف خلف قرار الدولة النهائي في الترسيم وهذا ما سيحصل عمليا.
اما في ملف الرئاسة فكان نصرالله واضحاً، اذ وضع فيتو على اي رئيس استفزازي فارضاً نفسه مفاوضا وممرا اساسيا لانتخاب اي رئيس جديد للبنان، وهذا يعني بأن الترشيحات التي عملت عليها "قوى الرابع عشر من اذار" باتت تعتبر بالنسبة للحزب تحديا سياسيا لا يمكن القبول بها لا من قريب ولا من بعيد خصوصا ان نصرالله اعلن هذا الموقف علناً.
وترى المصادر ان "حزب الله" ليس مستعجلاً لاتمام التسوية الرئاسية بل على العكس من ذلك فالتطورات الدولية والاقليمية التي أولاها نصرالله اهمية كبرى خلال كلمته ستبدل الكثير من التوازنات التي سيعمل الحزب على الاستفادة منها و"تقريشها" في السياسة الداخلية لتعزيز حضوره ونفوذه.
وقد اعطى نصرالله دفعاً كبيراً لعملية تشكيل الحكومة وهذا يعني ان الحزب مهتم بشكل استثنائي بعدم حصول فراغ ويرفض عملية التعطيل الحاصلة، على اعتبار ان الحكومة الجديدة ستكون اقدر على ممارسة مهامها الدستورية واتمام دورها في التفاوض مع صندوق النقد ومواكبة مسار الترسيم والتنقيب عن النفط والغاز.
سيحاول الحزب الحفاظ على حضوره ونفوذه في لبنان من خلال عزل الساحة الداخلية عن الازمات المحيطة وتجنب الفوضى السياسية عبر تشكيل حكومة تملأ الفراغ الذي سينتج عن عدم انتخاب رئيس جديد للجمهورية...