وقالت المصادر لـ"لبنان24" إن "مسار التفاوض تتولاه الدولة اللبنانية وما سيصدر رسمياً عنها بشأن الاتصالات القائمة لمعرفة حيثيات الرفض سيؤخذ بعين الاعتبار ولا يجب حالياً استباق الأمور".
وأضافت: "كل الكلام الذي صدر اليوم ما زال منحصراً بإطار الإعلام ولا شيء يرتبطُ بقرار رسمي فعلي. مع هذا، فإنّ التفاوض لم ينته وما يبدو هو أن الاسرائيلي يمارس لعبة الضغط كونه مأزوماً داخلياً لكن لبنان قوي ولن يرضخ لأي ابتزاز".
وعن امكانية حصول تصعيد؛ قالت المصادر: "حزب الله جاهز لكل الاحتمالات وحقوقنا وثرواتنا خط أحمر والوقت الآن متروك للدبلوماسية ولا تنازل عن المسؤوليات".
وأكملت: "لدى حزب الله معادلة واضحة وهو لن يتم السماح لإسرائيل باستخراج الغاز من حقل كاريش قبل توقيع أي اتفاق مع لبنان. هذه المعادلة ثابتة لدينا، والأكثر ثباتاً هو أن الأميركيين والإسرائيليين يريدون الغاز اليوم قبل الغد، ولهذا الأزمة كبيرة لديهم والمكابرة لن تنفع".
وكانت تقارير عديدة ذكرت اليوم أنّ تل أبيب رفضت الملاحظات التي وضعها لبنان على المقترح الذي قدّمه الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين قبل أيام للبنان بشأن الملف البارز.
وأشارت وكالات عديدة إلى أن هذا الرفض يرتبطُ بالملاحظات ولا يعني نسفاً للاتفاق أو للمقترح الأميركي. وفي هذا الصدد، نقلت قناة "الحدث" عن مصادر قولها إنّ "هوكشتاين يقول إن الإسرائيليين رفضوا بعض الملاحظات لكنهم لم يرفضوا الاتفاق"، ما يعني أن المقترح الأميركي ما زال قائماً، وبالتالي فإن الإتفاق لم يسقُط.
وبعد شيوع "أنباء الرفض الإسرائيليّ"، قال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب لوكالة "رويترز" إنه "ما زال على اتصالٍ مع هوكشتاين كل ساعة لحل المشكلات العالقة في اتفاق الحدود البحرية"، معلناً أنه "تم إنجاز 90% من الاتفاق مع إسرائيل، لكن نسبة الـ10% المُتبقية هي الحاسمة".
مع هذا، فإنّ الأجواء المرتبطة بملف الترسيم جاءت أيضاً مصحوبة بتصريحات إسرائيلية جديدة "عالية النبرة"، إذ أطلق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تهديداً جديداً باتجاه لبنان، محذراً "حزب الله" من استهداف "البنية التحتية لإسرائيل"، وقال: "إذا استهدف الحزب بنيتنا التحتية سيدفع مع لبنان ثمناً باهظاً واتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان سيضر بمصالح إيران".
كذلك، أصدر غانتس، مساء اليوم الخميس، تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لتصعيد أمني على حدود لبنان.