لا يخفى على أحد أن دائرة زحلة هي الدائرة الأكثر تعقيداً بقاعياً. العروس ستشهد معركة انتخابية حامية. موزاييك أحزابها السياسية والطائفية وعائلاتها سيفرض نفسه في استحقاق 6 ايار المقبل. وعلى رغم أن شكل الاصطفافات قد تحدد وتشكلت اللوائح، بيد أن النتائج لا تزال ضبابية وغير واضحة.
يقدر الحاصل الانتخابي في عاصمة الكثلكة بنحو 15000، أما مقاعدها النيابية السبعة فتتوزع بين 2 كاثوليك، 1 ارثوذوكس، 1 ارمن ارثوذكس، 1 ماروني، 1 شيعي، و1 سني.
لقد تسجلت 5 لوائح انتخابية في وزارة الداخلية هي لائحة "زحلة للكل" وتضم 3 مرشحين لتيار "المستقبل": النائب عاصم عراجي (سني)، نزار دلول (شيعي)، ماري جان بلزكجيان (الأرمن الأرثوذكس)، و4 مرشحين لـ"التيار الوطني الحر": المرشح الحزبي النائب السابق سليم عون (ماروني) ميشال السكاف وميشال ضاهر (كاثوليك)، أسعد نكد(أرثوذكس)، لائحة "زحلة قضيتنا" وتضم عن حزب "القوات اللبنانية" القاضي السابق جورج عقيص وميشال فتوش (كاثوليك) سيزار المعلوف (أرثوذكسي)، وبوغوص كورديان(أرمني)، محمد علي ميتا (سني)، عامر الصبوري (شيعي) وعن حزب الكتائب النائب إيلي ماروني (ماروني)، لائحة "الكتلة الشعبية" تترأسها رئيسة الكتلة ميريم سكاف (كاثوليكية)، وتضم نقولا العموري عن المقعد الكاثوليكي الثاني، نقولا سابا (أرثوذكسي)، بول شربل (ماروني)، جورج بوشيكيان (أرمني)، أحمد العجمي (سني)، وأسامة سلهب (شيعي) ، لائحة "زحلة الخيار والقرار" وتتألف من النائب نقولا فتوش (كاثوليكي)، مرشح الحزب السوري القومي الاجتماعي المحامي ناصيف التيني عن المقعد الأرثوذكسي، الوزير السابق خليل هراوي (ماروني)، مرشح "حزب الله" أنور جمعة عن المقعد الشيعي، ادي دمرجيان (أرمني)، ووجيه عراجي (سني)،لائحة "كلنا وطني" وتتألف من غسان معلوف (الكاثوليكي)، فاندا رميا (أرثوذكسية)، حنا حبيب (ماروني)، مرشح حزب سبعة هود الطعيمي (سني)، محمد عباس حسن (شيعي)، وتجدر الاشارة الى أن هذه اللائحة غير مكتملة فضلا عن أنها لن تستطيع تأمين الحاصل الانتخابي.
وتبعا للتحالف البرتقالي- الازرق، فإن لائحة "زحلة للكل" ستفوز، بحسب ما يرجح الخبراء الانتخابيون بثلاثة مقاعد: مقعدان لتيار "المستقبل" النائب عاصم عراجي، وماري جان بلزكجيان (الأرمن الأرثوذكس)، ومقعد لـ"التيار الوطني الحر" سيكون النائب السابق سليم عون.
أما على مقلب الكتلة الشعبية، فتشير التقديرات الى أن هذه اللائحة ستؤمن الحاصل الانتخابي، ومرد ذلك، إلى اصوات مناصري حزب الطاشناق (3000 صوت)، فمسؤولو الطاشناق أبلغوا المعنيين في تيار "المستقبل" أن أصوات الطاشناقيين التفضيلية ستمنح للائحة الكتلة الشعبية أو للنائب نقولا فتوش، وقد جاء هذا الكلام ردا على اصرار الرئيس سعد الحريري على رفض يوشكجيان وتمسكه بـبلزكجيان. وبما ان يوشكجيان على لائحة الكتلة الشعبية، فإن فتوش بات خارج المعادلة الطاشناقية.
تعني فرضية فوز سكاف، بحسب بعض المراقبين، أن مقعد النائب نقولا فتوش سيكون مهدداً، ولا سيما ان "حزب الله" لن يجير له اصواتاً، من منطلق ان المعركة دقيقة على المقعد الشيعي، في ضوء تقديرات تقول أن دلول لديه نحو 3000 صوت. وعلى هذا الاساس فإن أصوات الثنائي الشيعي ستصب كلها لجمعة.
ما تقدم سيعيد المعركة الى المقعد الكاثوليكي الثاني الذي قد يفوز به ميشال ضاهر المدعوم من "التيار الوطني الحر"، وهذا يعني ان المقعد الارثوذكسي سيذهب حتما إلى سيزار معلوف المرشح المدعوم من حزب "القوات"، أما اذا فاز مرشح معراب جورج عقيص بالمقعد الكاثوليكي، فإن المقعد الارثوذكسي سيكون من حصة اسعد نكد.
في العام 2009 أطلق مصطلح ام المعارك على انتخابات زحلة، يومذاك فاز تيار "المستقبل" وحزب "القوات" وحزب "الكتائب" والنائب نقولا فتوش بالمقاعد السبعة، ومني التيار الوطني والكتلة الشعبية بخسارة فادحة. أما اليوم فـ"واقعة النظام النسبي" فرضت نفسها في هذه الدائرة أسوة بالدوائر الاخرى. فأوراق اللعبة الانتخابية ستبدل الصورة.