ربما سها عن بال المتحاورين في ساحة النجمة، وهم لم يقدروا أن يتحمّلوا بعضهم أكثر من أربع جلسات متتالية، أن البلاد طوت الـ 500 يوماً على الشغور الرئاسي، وهم غارقون في ابتكار مواصفات لرئيس غير موجود، وكأنما كل فريق يسقّط هذه المواصفات على اسم لا يرى غيره رئيساً للجمهورية.
ومن بين هذه المواصفات الكثيرة، ومنها الرئيس القوي والمنفتح والممثل لحيثية في بيئته ومقبول من الجميع إلى آخر معزوفة المواصفات، وكأن بالمتحاورين يفتشون عن رئيس لا يصلح إلاّ أن يكون رئيساً لجمهورية المريخ.
وقد فات الرئيس
نبيه بري أن يستعين بأمهر مصممي الأزياء لوضع اللمسات على مقاسات كل مرشح محتمل، فتأتي المواصفات مطابقة على جسم كل واحد منهم، خصوصاً أن أي من الذين تقدموا بهذه المواصفات، سواء كانت مكتوبة أو شفهية، كان يسقطونها على اسم مضمور مفضّل لديهم.
فصفة الرئيس "القوي" تنطبق، وفق ما تمّ التوافق عليه في بكركي، على الاقطاب الموارنة الاربعة: العماد
ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والنائب سليمان فرنجيه.
أما صفة الممثل لـ "حيثية" شعبية داخل بئيته فتنطبق أيضاً على هؤلاء الأربعة، مع فارق في النسبية.
وفي ما خصّ صفة "المنفتح" فتتفاوت الأرجحية بين هذا المرشح أو ذاك، وفق نظرية غامضة ترتبط أساساً بما يملكه هذا المرشح أو ذاك من حيثية سياسية قد تكون مقبولة من هذا الطرف أو مرفوضة من الطرف الآخر. وهذه الصفة لا تنطبق على أي واحد من هؤلاء الأقطاب، لأن كل واحد منهم مرتبط بخيارات 8 أو 14 آذار.
وقد تدخل صفة "المقبول من الجميع" في خانة ما سبقها لناحية تحديد مفهموم "الرئيس المنفتح"، وهذا الأمر يقودنا إلى نظرية "الرئيس التوافقي" أو "الرئيس التوفيقي"، وهي صفات لا تنطبق أيضاًعلى أقطاب لقاء بكركي.
ووفق معادلة التوازنات يمكن الاستنتاج أن أي من هذه الأسماء لا يجمع في مواصفاته ما يؤهله لأن يكون الرئيس الثالث عشر للجمهورية
اللبنانية.
وهكذا طويت جلسات الحوار ورحلت إلى السادس والعشرين من هذا الشهر، على أن يكون قد استعين بكبار مصممي الأزياء لوضع لمساتهم الإبداعية على البذة التي يمكن أن تتناسب مقاساتها مع الرئيس العتيد، الذي قد يؤتى به من المريخ أو من الصين على حدّ تعبير النائب
وليد جنبلاط، أو ربما قد يصلح ليكون رئيساً لجمهورية المريخ.