هو واحد من نجوم الزمن الجميل والذاكرة الفنية الراقية، عاصر كبار الفنانين وتعملق في أعمال الأخوين رحباني وزياد الإبن.
أنطوان أو مروان محفوظ، وهي التسمية التي أطلقها عليه المطرب الكبير وديع الصافي، غادرنا بالأمس بصمت محزن بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال المميزة تاركاً في رصيده ما يقارب 157أغنية تعاون فيها مع كبار الفنانين اللبنانيين والعرب، ومشاركة لافتة في عدد من مسرحيات الأخوين رحباني من منتصف الستينيات ولغاية أوائل السبعينيات،بحيث كانت الإنطلاقة من مسرحية "دواليب الهوا" الى جانب الراحلين الكبيرين نصري شمس الدين والشحرورة صباح، لتكّر بعدها السبحة والأدوار البارزة ومنها "وكيل الكنّاسين" في مسرحية الشخص و"خيال الكروم" في مسرحية "جبال الصوان"،ثم أيام فخر الدين، صح النوم، يعيش يعيش، المحطة، ناس من ورق، قصيدة حب،هالة والملك.
ابن بلدة المريجات البقاعية الذي درس أصول الغناء والموسيقى في المعهد الموسيقي في بيروت على يد الأستاذ سليم الحلو، لم تقتصر نجوميته على الغناء والمسرح فقط إذ تعاون مع الرحابنة سينمائياً من خلال مشاركته بالفيلم السينمائي الشهير سفر برلك.
في أوائل السبعينيات، وبعد شعوره بالغبن على مسرح الرحابنة،انتقل الى مسرح زياد الرحباني حيث وجد له مساحة أوسع في مسرحية "سهرية"،لكن بعد اتخاذ زياد الإبن توجهاً سياسياً معيناً توقف التعاون بينهما،فتعاون محفوظ مع كبار الملحنين والفنانين منهم : وديع الصافي، فيلمون وهبة، عازار حبيب، الياس الرحباني، سهيل عرفة وغيرهم.
في العام 1987،أُصيب بمرضٍ في الحبال الصوتية ما أجبره على الابتعاد عن الساحة الفنية ما يقارب 12 عاماً قضى معظمها في كندا حيث تقيم عائلته قبل أن يعود الى الغناء واستمر فيه حتى الرمق الأخير،وكان آخر حفل له في دار الأوبرا في دمشق في 28 حزيران الفائت.
ضيق في التنفس ودرجة حرارة عالية أدويا بحياة محفوظ عن عمر يناهز الثمانين عاماً من دون التأكد ما اذا كانت هذه العوارض هي نتيجة إصابته بفايروس الكورونا أم لا،لكن المؤكد أن محفوظ سيبقى في وجدان جمهور متذوق ومتعطش للفن الأصيل ولصاحب "السيف الطايل عا الأعدا" بحنجرة العنفوان الذي بشفافيته ورومانسيته ردد طويلاً "خايف كون عشقتك وحبيتك".