وسائل التواصل الإجتماعي أصدق إنباءاً من شركات استطلاع الرأي!! إنها حقيقة تترسخ يوماً بعد آخر خصوصاً مع الإستفتاء الذي نظم في بريطانيا حول بقائها في الإتحاد الاوروبي أو الخروج منه.
وها هي نتائج الإنتخابات الأميركية اليوم تظهر أن الكلمة الفصل تعود أولاً وأخيراً إلى الناخب، وليس بالضرورة على الإطلاق أن تصيب مؤسسات استطلاع الرأي لا بل قد تخطيء في توقعاتها إلى حد بعيد جداً، بينما برزت وسائل التواصل الإجتماعي منبراً مصيباً بشكل كبير جداً.
وهناك وجهات نظر تشير إلى أن فوز دونالد ترامب أتى بفعل خطابه الشعبوي الذي ركز فيه على القضايا
الداخلية الأميركية، خصوصاً المسائل الإقتصادية والصحية والحياتية إلى جانب الإعتقاد بأن
الأميركيين لا يثقون
بشخص هيلاري كلنتون، هكذا فعلت الشعبوية فعلها خلف العازل الإنتخابي وليس بالجهر بالمواقف وإعلانها للملأ.
في مطلق الأحوال لماذا أخطأت هذه المؤسسات بينما كانت سابقاً تصيب في توقعاتها إلى حد بعيد جداً؟
عن هذا السؤال يجيب مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية سامي نادر لافتاً إلى أنه من الصعب بمكان ان يحدد المتابع من اليوم الأسباب التي أدت إلى وقوع مؤسسات استطلاع الرأي في سوء التقدير في الإنتخابات الأميركية.
نادر يؤكد لـ "لبنان 24" أن الإستفتاء في بريطانيا والإنتخابات الأميركية أظهرتا سقوط هذه المؤسسات وإخفاق الإستطلاعات التي تجريها مقارنة بما تقوم به وسائل التواصل الإجتماعي على هذا الصعيد.
ومن أسباب هذا الإخفاق يتابع نادر أن مؤسسات استطلاع الرأي مملوكة من أشخاص وهيئات بالتالي أصبحت مرتبطة بمصالح خاصة الأمر الذي يوقعها في أخطاء وسوء تقدير وهذا ما ظهر في اميركا وبريطانيا.
ومن هذه الأسباب انه اصبحت هناك صعوبة في تشكيل العينات التي تتكل عليها الإستطلاعات لإصدار نتائجها ورسم افق توقعاتها بفعل المدى الكبير الذي بلغه المجتمع في تنوعه وتعدديته من مختلف الزوايا والمنطلقات.
من هنا يشير نادر إلى أن هذه المؤسسات اصطدمت إذن بعنصرين سياسي وتقني أديا إلى وقوعها في سوء التقدير إضافة إلى وجود أسباب
اخرى ستظهر تباعاً.
وهو يرى ان هذه المؤسسات ستضطر إلى تجديد تقنيات الإحصاء والإستطلاع وتركيز العينات والذهاب أكثر ناحية وسائل التواصل الإجتماعي التي أظهرت أكثريتها الساحقة أن ترامب الأوفر حظاً بالرئاسة بينما أشارت مؤسسات استطلاع الرأي إلى أن الفوز من نصيب كلنتون.
ويؤكد نادر أن مفاجآت الرأي العام في صندوقة الإقتراع التي ظهرت في بريطانيا ثم في
الولايات المتحدة قد تشكل موجة ستجتاح الغرب لصالح اليمين بعد صعود الإرهاب والتكفير وما تركته الأعمال الإرهابية في العالم العربي والشرق الأوسط والغرب نفسه...وهو لا يستبعد أن تنسحب هذه الموجة بقوة لصالح اليمين الفرنسي في الإنتخابات الفرنسية في الربيع المقبل.