Advertisement

خاص

الذكاء الإصطناعي يرعب المطوّرين: لا تصدّق كل ما تراه

زينة كرم - Zeina Karam

|
Lebanon 24
16-04-2023 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1057651-638172364454693413.jpg
Doc-P-1057651-638172364454693413.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger

لا يزال العالم مذهولاً أمام القدرات التي أثبت برنامج الذكاء الإصطناعي ChatGPT  قدرته على إتمامها. فهذا الروبوت المتطور القادر على تعلم أي مهمة عقلية يمكن للإنسان القيام بها، وصفه رئيس "تويتر" إيلون ماسك مؤخراً بأنه "مخيف"، لافتاً إلى أننا لسنا بعيدين عن الذكاء الاصطناعي، "القوي بشكل خطير". وفي حين أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تجعل الحياة أسهل بشكل كبير، إلا أنه يبدو أن لها "وجهاً آخر" أكثر سوداوية، ما دعم توقعات متشائمة لعدد كبير من العلماء بأن الذكاء الإصطناعي يهدد خصوصية الأفراد. 
Advertisement

إعتماد تامّ على "الأنظمة الذكية" 
"لدى الذكاء الإصطناعي القدرة على التعلم وتطوير نفسه، ولا يرتكز فقط على المعلومات وقاعدة البيانات التي بحوزته كي يمدّ المستخدم بالأجوبة التي يحتاجها". بهذه العبارة وصّف خبير الأمن المعلوماتي رولان أبي نجم التهديد الذي يمكن للذكاء الإصطناعي أن يشكّله على الأفراد. 

وفي حديث لـ"لبنان 24"، شدد على أن العديد من مشاكل الخصوصية المتعلقة بأنظمة الذكاء الإصطناعي وتطبيقاته طفت على السطح في الآونة الأخيرة، كما حصل مع شركة "سامسونغ" حيث أراد الموظفون التأكد من البرمجيات السرية التي ابتكروها، فوضعوها على برنامج ChatGPT فتمّ تسريبها، تماماً كما حصل معهم لحظة استعانتهم بالروبوت  نفسه لإجراء عرض لمعلومات عقب أحد الإجتماعات، فتمّ أيضاً تسريب العديد من بيانات "سامسونغ" السرية.  

واعتبر أبي نجم أن إحدى أكثر المشكلات المتعلّقة بالذكاء الإصطناعي، هي مدى تعلّق المستخدمين ببرامجه بحيث أهمل كثيرون التأكد من صحّة المعلومات التي تصلهم. 

 كما أشار إلى أن "الذكاء الإصطناعي مرتكز على عاملين: البيانات والخوارزميات"، لافتاً إلى أن البيانات المخزّنة مثلاً لدى ChatGPT تختلف عن تلك الموجودة لدى Bard الذي خلقته شركة "غوغل" وبالتالي فإن المعلومات في الذكاء الإصطناعي تعتبر منحازة، وهذا ما دفع الصين لحظر ChatGPT منعاً لغسل الدماغ. 

علاوة على ذلك، أشار أبي نجم إلى حادثة فريدة من نوعها حصلت في بلجيكا، حيث أقدم أحد الأشخاص على الإنتحار بعد قضائه شهراً ونصف الشهر في التحاور مع برنامج دردشة الذكاء الصناعي لاقتناعه بأن كل ما يقوله صحيح. 

ماذا عن التشريعات؟ 
وعن المخاوف التي تحيط بتطوّر الذكاء الإصطناعي عالمياً، لفت أبي نجم إلى أن إيلون ماسك اقترح مع مجموعة من خبراء المعلوماتية، وقف تطوير كل ما يتعلق بالذكاء الإصطناعي لمدة 6 أشهر لغياب المعايير الواضحة لدى الشركات التي باتت تبتكر الأنظمة الذكية بهدف المنافسة فقط من دون الإرتكاز إلى أي قانون. 

من هنا، شدد أبي نجم على أنه عالمياً، لا المشرّعين أي النواب، ولا المحامين والقضاة، مخوّلون لتنظيم الذكاء الإصطناعي لقلّة إلمامهم به. 

وأضاف: "في الوقت الذي قد يصل إليه المشرّعون لسنّ قانون خاص بأنظمة الذكاء الإصطناعي، فسيكون ذلك متأخراً لا بل قديماً بسبب التطور المتسارع لهذه الأنظمة، بالإضافة إلى أن "الهاكرز" لا يخضعون لأي قانون الذي قد يختلف أصلاُ بين دولة وأخرى". 

فبركة الصور وغيرها "بكبسة زرّ" 
تتيح برمجيات عدّة خاصة بالذكاء الاصطناعي للمستخدمين من دون أي خبرة سابقة في هذا المجال، ابتكار صور وأصوات وفيديوهات ونصوص مزيّفة قد يعتقد كثيرون أنها حقيقية، إلا أن البرنامج تمكّن من تركيبها مستعيناً بقواعد بيانات ضخمة.  

على سبيل المثال، تمكّن أحد صناع المحتوى في الهند من تحويل أشهر أغنياء العالم مثل  رئيس "مايكروسوفت" بيل غيتس، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا" مارك زوكربيرغ، والملياردير الأميركي وارن بافيت والملياردير إيلون ماسك وغيرهم، إلى فقراء بملابس رثة في أحياء شعبية. 

 كما ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بصورة مزيفة تظهر لحظة اعتقال ترامب من قبل رجال شرطة نيويورك. 

كذلك، تمكنت إحدى المجموعات في الولايات المتحدة الأميركية من إيهام أمّ باختطاف ابنتها وطلب فدية مالية بقيمة مليون دولار، بعدما لجأ أعضاؤها إلى محاكاة صوت الفتاة وهي تستغيث وتبكي باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.  

في هذا الإطار، أشار أبي نجم إلى الخطورة الكبيرة التي تمثّلها برامج الذكاء الإصطناعي التي باتت تستخدم لتنفيذ عمليات ابتزاز وغيرها من خلال التزييف العميق للأصوات والصور، مشدداً على أن الخطورة الأكبر تكمن في كون العديد من هذه البرامج متاحة مجاناً وبشكل مطلق أمام المستخدمين من دون أي رادع. 

وختم حديثه قائلاً: "كنا في السابق لا نصدّق الأمر قبل أن نراه، إلا أننا اليوم لا يجب أن نصدّق كل ما نراه"، خاصة في ظل غياب أي أداة يمكن أن تجزم إن كانت الصورة وليدة برنامج ذكاء اصطناعي أم لا. 

أما في لبنان، فأوصى أبي نجم كلّ متضّرر من موضوع الذكاء الإصطناعي وتزوير الصور والفيديوهات والإبتزاز الإلكتروني، رفع دعوى لدى النيابة العامة التي ستحوّل لدى الجرائم المعلوماتية لملاحقتها وحماية الضحايا. 
 
لا يقتصر القلق من مفاعيل الذكاء الإصطناعي -والتهديد الذي يمثله من حيث اختراق الخصوصية- على المستخدمين فحسب، بل هو أمر يشغل بال المطورّين. من هنا، نكتفي بما قاله الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان عن إنشاء شركته ChatGP: "علينا توخي الحذر هنا... أعتقد أن الناس يجب أن يكونوا سعداء لأننا خائفون قليلاً من هذا الأمر". 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك