كشفت شركة ميتا في مؤتمرها السنوي Meta Connect 2024، الأربعاء، عن مزايا الجديدة تستهدف تطوير تجربة مستخدمي فيسبوك، وماسنجر، وإنستجرام، وواتساب، وخاصة في نشر المحتوى، والتواصل مع الآخرين، وتحرير الصور.
المزايا الجديدة تعتمد بشكل رئيسي على مساعد ميتا الذكي Meta AI، والذي بات يعمل حالياً بعائلة نماذج ميتا الجديدة للذكاء الاصطناعي LlaMa 3.2، المزوَّدة بقدرات متطورة على فهم مختلف أشكال المحتوى، من صور، ونصوص، وأصوات.
أضافت ميتا ميزة التفاعل الصوتي مع مساعدها الذكي Meta AI، عبر مختلف شبكاتها وتطبيقاتها الاجتماعية، فأصبح بإمكان المستخدمين طرح استفساراتهم، وطلب المساعدة صوتياً، وبشكل أكثر طبيعية مع مساعد ميتا، والذي سيقوم بدوره بالرد بشكل فوري، وأكثر "بشرية".
كذلك عززت ميتا التفاعل الصوتي الجديد مع Meta AI بمجموعة جديدة من أصوات المشاهير، وفي مقدمتهم المصارع الشهير جون سينا، ونجوم من هوليوود مثل: أوكوافينا، وكيجان مايكل كي، وكريستين بيل.
بفضل نموذج LlaMa 3.2 الذكي الجديد، أصبح Meta AI أكثر ذكاءً وقدرة على فهم الصور التي يُدخلها المستخدم إليه، ويطرح أسئلة بشأنها، فيمكن للمستخدم، على سبيل المثال، تصوير أي أزهار حوله، وطلب مساعدة Meta AI للتعرف على أنواعها.
كذلك ستكون تلك الميزة مفيدة للمستخدم في حال رغب في الحصول على طريقة إعداد طبق طعام، وذلك من خلال إدخال صورة للطبق جاهزاً مباشرة إلى Meta AI.
زوَّدت ميتا أيضاً مساعدها الذكي بالقدرة على فهم أجزاء وتفاصيل الصور بشكل أفضل، ففي حال كانت هناك صورة لشخص يرتدي ثيابه كاملة، فإن مساعد ميتا سيفهم جميع القطع التي يرتديها الشخص في الصورة، ما يساعد المستخدم على تحرير الصورة من خلال أوامر مثل: "اجعل قميص الشخص في الصورة أحمر اللون".
ومن شأن هذه الأداة، مساعدة المستخدمين، بشكل كبير، في تحرير الصور التي يصورونها بأنفسهم، أو يقومون بتحميلها من الإنترنت، ما يفتح مجالاً واسعاً للإبداع والابتكار في إضافة لمسة شخصية ذكية مميزة على الصور الشخصية، أو إنشاء محتوى إبداعي بسهولة.
وكي يتمكن صناع المحتوى من إنشاء محتوى إبداعي وتفاعلي، أضافت ميتا إلى إنستجرام ميزة تسمح للمستخدمين بإمكانية إنشاء خلفية بالذكاء الاصطناعي لأي صورة تعجبهم من المنشورات التي تظهر لهم داخل التطبيق، لمشاركتها في قصصهم المصورة (Stories).
الذكاء الاصطناعي من ميتا يحلل في البداية الصورة المرغوب في مشاركتها، ومن ثم يُنشئ مجموعة من الخلفيات المناسبة لتلك الصورة، ويكون على المستخدم الاختيار والمشاركة منها.
تقدم ميتا أيضاً ميزة جديدة لصناع المحتوى، توفر لهم انتشاراً أوسع لمحتوى فيديوهاتهم القصيرة (Reels)، وهي ميزة الترجمة الصوتية للفيديوهات، والتي تسمح بتقديم ترجمة صوتية للغة أخرى، بحيث يظهر صانع المحتوى، وكأنه يتكلم اللغة الأخرى بطلاقة.
الميزة الجديدة تتيح الترجمة بين الإنجليزية والإسبانية بشكل أولي، ولكن مع الأخذ في الاعتبار بمزايا الصوت الفريدة لصانع المحتوى، وأسلوبه، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، والذي يلعب دوراً فريداً أيضاً في تقديم حركة طبيعية بشكل كبير لحركة الفم، والشفاه، خلال نطق اللغة الأخرى.
الميزة الجديدة ستتوفر بشكل تجريبي لصناع المحتوى بالولايات المتحدة، ودول أميركا اللاتينية.
تتيح ميتا ضمن المزايا الجديدة إمكانية إنشاء المحتوى المصوَّر، باستخدام الذكاء الاصطناعي، على فيسبوك، وإنستجرام، سواءً في هيئة صور للمشاركة في شكل منشورات، أو صور في القصص الشخصية، أو كذلك استخدام الميزة لتغيير الصور الشخصية لحسابات المستخدمين.
سيتيح ذلك فرصة أفضل للمستخدم أن يتفاعل مع متابعيه وأصدقائه مع المحتوى المٌنشأ بالذكاء الاصطناعي، وتشجيعهم على التجربة أيضاً.
إلى جانب ذلك، أضافت ميتا إمكانية استخدام الذكاء الاصطناعي للمساعدة في كتابة محتوى نصي مرفق بتلك الصور، يعبر عنها بشكل مميز.
وليحصل المستخدم على تجربة تراسل أكثر شخصية، أتاحت ميتا إمكانية إنشاء المستخدم تصميمات خاصة عبر الذكاء الاصطناعي.
يمكن للمستخدم الحصول على تلك الميزة من خلال الضغط على خيار Themes، من داخل تفاصيل وإعدادات المحادثة، ثم كتابة وصف نصي للنمط الراغب في تصميمه، لتطبيقه على شكل المحادثة لتصبح أكثر تعبيراً عن محتواها، وعن شخصية المشاركين فيها.
أعلنت ميتا كذلك عن ميزة مثيرة للجدل، وقد تكون مثار إزعاج للشركة خلال الفترة المقبلة، تتمثل في صورة إظهار محتوى مقترح أمام المستخدمين على فيسبوك وإنستجرام، أنشئ بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهو موجه للمستخدم بناءً على تفضيلاته واهتماماته.
المثير للاهتمام أن ميتا لم تعلن تلك الميزة خلال المؤتمر، وإنما اكتفت بعرضها في تدوينة رسمية على موقعها.
وكانت إحدى الصور المستخدمة من ميتا لعرض هذه الميزة، لفتاة في زي رواد الفضاء، ومكتوب أعلاها: "تخيّل نفسك شخصية بارزة في لعبة فيديو"، ما قد يوحي بأن شركة ميتا قد تستخدم الصور الشخصية التي ينشرها المستخدمون، لتنشئ صوراً بالذكاء الاصطناعي، واقتراحها عليهم لمشاركتها عبر حساباتهم، ما قد يفتح باباً جديداً لانتقاد الشركة، وسياساتها بشأن الخصوصية. (الشرق)