أعلن الأكاديمي الروسي رشيد سونيايف أن المعلومات التي جمعها تلسكوب eROSITA التابع لمرصد Spektr-RG عن خصائص وأحجام ومواقع ما يقرب من 50 ألف مجرة تشير إلى أن الموت الحراري ينتظر الكون.
ويقول سونيايف، المشرف العلمي على مشروع المرصد الفضائي Spektr-RG في المؤتمر الدولي "الفيزياء الفلكية عالية الطاقة اليوم وغدا" المنعقد في معهد بحوث الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية: "كل ما نراه حتى الآن في البيانات التي جمعها تلسكوب eROSITA يشير إلى أن الكون يتوسع إلى ما لا نهاية. بالطبع، لا يزال لدينا الكثير لنفعله مع هذه البيانات للتأكد من ذلك. وتقيس مجموعة كبيرة من الباحثين حاليا الانزياحات الحمراء لمجموعات المجرات التي اكتشفناها ويختارون منها الأكثر ملاءمة لحل هذه المشكلة الرئيسية لعلم الكون".
ويذكر أن علماء الفلك اكتشفوا في نهاية القرن الماضي أثناء مراقبة المستعرات الأعظم من النوع الأول، أن الكون لا ينمو فقط، بل ينمو بشكل أسرع وأسرع. ويعتقد العلماء أن سبب هذا التوسع المتسارع، هو ما يسمى بالطاقة المظلمة، التي تظل طبيعتها أحد الألغاز الرئيسية للعلم الحديث.
وأظهرت المتابعة والحسابات اللاحقة أن عملية نمو الكون غير متساوية، حيث توسعت حدوده في اللحظات الأولى بعد الانفجار الكبير، بسرعة تفوق سرعة الضوء، ولكنها تباطأت بعد ذلك جدا وظلت منخفضة نسبيا في العشرة مليارات سنة الأولى من وجود الكون. وبعد ذلك، بدأت سرعة توسع الكون تزداد من جديد، ويرتبط هذا بالتأثير المتزايد للطاقة المظلمة على بنية الزمكان.
ووفقا له، يعتمد مصير الكون لاحقا على قيمة ما يسمى بثابت w الكوني، الذي يعكس كثافة الطاقة المظلمة. فإذا كانت تساوي ناقص واحد، فسوف يتوسع الكون إلى ما لا نهاية، أما القيم المختلفة عن ذلك، فتشير إلى أن الكون ينتظره "تمزقا كبيرا" أو "ارتدادا عظيما" - التوسع والانكماش الدوري. لذلك يعتبر تحديد قيمة المؤشر w، إحدى المهام الرئيسية لـ Spektr-RG.
ويشير الأكاديمي إلى أن العلماء يستخدمون لحل هذه المشكلة، بيانات الأشعة السينية التي حصل عليها Spektr-RG لكشف ودراسة خصائص جميع العناقيد المجرية الكبيرة في الكون التي من المفترض أن يصل إجمالي عددها إلى حوالي 100 ألف، ودراسة خصائصها ستساعد العلماء على الفهم كيف تتغير سرعة توسع الكون، وما أهمية الثابت الكوني.