بات من العادي رؤية إشارة من تطبيقات التراسل تقول إن الطرف الآخر يكتب رسالة في هذه اللحظة، هذا يسمح بعدم تداخل الرسائل، وانتظار الآخر حتى ينتهي، كما أنه يسبب التوتر، خصوصاً عندما يأخذ الطرف الآخر الكثير من الوقت قبل إرسال رسالته. وهنا يُطرح التساؤل عن كيف تعمل هذه التقنية، وكيف بدأت، وماذا تعني أصلاً؟
وتحدّث موقع "غيزمودو" التقني إلى دافيد أورباخ، مهندس البرامج الذي بدأ متدرباً في "مايكروسوفت" وتم تعيينه في الفريق الذي عمل على أول إشارة Is Typing في برنامج "إم إس إن ماسنجر".
وتم إنشاء هذه الخدمة لأول مرة لأسباب تتجاوز مجرد إضفاء طابع إنساني على التواصل، فهي تتيح معرفة أن الشخص الذي تتحدث معه لا يزال على الخط.
ويقول أورباخ: "لقد منحت هذه الآلية المستمرة للمستخدمين إشارة أخرى إلى أنه يمكنهم أن يستريحوا بسهولة وهم متأكدون من أنهم لا يتحدثون إلى الفراغ".
ورغم أن "مايكروسوفت" قد تكون المالكة الحصرية لهذه الميزة، إلا أنها انتشرت بين الشركات الأخرى، إذ تتساهل شركات التكنولوجيا فيما بينها حول استنساخ خدماتها، لأن كل قضية لاسترجاع حقوق خدمة من شركة قد تقابلها دعاوى من شركات أخرى، ما سيؤخر رحلة نمو الشركات وتطورها.
كيف تعمل الميزة؟
وتعمل ميزة "الشخص يكتب الآن" بشكل متشابه مع اختلافات بسيطة من منصة إلى أخرى، أشهرها خدمة Slack للتراسل الداخلي في الشركات والمنظمات.
ويرسل تطبيق "سلاك" إشارة بأن الشخص الثاني يكتب عند الشروع في الكتابة، وليس فقط عند الدخول إلى مربع النص. وعندما يتوقف المستخدم عن الكتابة لمدة 5 ثوانٍ، يقوم التطبيق بإزالة الإشارة.
وفي "فيسبوك"، يقول مدير الهندسة في شركة "ماسنجر"، هاني بركات، إن مؤشر الكتابة سيظهر فقط عندما يكتب شخص ما بشكل نشط، لذا لن يظهر إذا قام شخص ما بالدخول إلى مربع النص ببساطة وربما لا يشارك بنشاط في المحادثة، ولن تظهر بعد توقف الشخص عن الكتابة.
وأظهرت اختبارات "غيزمودو" أن مؤشر الكتابة يظهر على الفور في "ماسنجر" بمجرد إدخال حرف واحد، حتى إذا كان هذا الحرف عبارة عن مسافة، ويختفي المؤشر بعد 5-1 ثوانٍ إذا لم يتم إدخال المزيد من الأحرف.
كما كشفت الاختبارات أن الإشارة في "آي ماسدج" من "آبل" تظهر بمجرد كتابة حرف واحد، ويستغرق الأمر خمس ثوانٍ حتى تختفي إذا قمتم بإلغاء تحديد حقل النص و60 ثانية إذا توقفتم عن الكتابة، كما تنبثق إذا قمتم بتحميل صورة من دون إرسالها.
(العربي الجديد)