كشفت دراسة حديثة نفذها مجموعة من العلماء عن أعاصير مدارية قوية جدا "لا مثيل لها" من الممكن أن تحدث في الأرض كنتيجة لمشكلة حقيقية يعاني منها كوكبنا الأزرق.
رصد باحثون في المعهد الوطني الياباني للدراسات البيئية ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة المسجلة لسطح الماء في غرب المحيط الهادئ قبالة السواحل اليابانية.
وسجلت هذه المنطقة في شهر آب الماضي ارتفاعا كبيرا وصل إلى 30 درجة مسجلا رقما قياسيا جديدا لحرارة سطح ماء المحيط.
ونوهت الدراسة إلى أن سبب تزايد هذه المشكلة يعود إلى مشكلة أساسية يعاني منها كوكب الأرض وهي الاحترار، والذي يحدث نتيجة النشاط البشري المتزايد والمترافق مع زيادة التلوث البيئي.
وبينت الدراسة المنشورة في مجلة "Geophysical Research Letters" العلمية، أن ارتفاع حرارة المحيطات من شأنها أن تسبب ازدياد حدة الأعاصير المدارية المدمرة.
وتتسبب حرارة المياه في سطح المحيطات بمنح الأعاصير المزيد من الطاقة، بسبب التيارات الهوائية، ما يعني أن ارتفاع حرارة سطح المحيطات ستترافق بالتأكيد مع أعاصير مدارية فتاكة مشابهة لإعصار "هايشنغ" الذي يهدد بحدوث أضرار جسيمة في دول شرق آسيا.
وبدوره، أشار تقرير أعدته الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، إلى أن عدد الأعاصير الخطيرة من المقياس 4- و5- قد ارتفع من معدل 10 أعاصير في السنة في سبعينيات القرن الماضي، ليصل في التسعينيات إلى 18 إعصارا في السنة، بسبب المشاكل البيئية والاحترار.
وتوقع التقرير تزايد عدد الأعاصير المدمرة وتزايد قرتها التدميرية وسرعتها وحجمها، الأمر الذي يعطي مؤشرات بتزايد أعاصير "لم تشهدها محيطاتنا من قبل"، بحسب "الجزيرة نت".
وكانت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قد أشارت في تقرير لها إلى أن عام 2020 كان الأكثر حرارة في تاريخ القياس العالمي (منذ حوالي نصف قرن).