تخللت بطولات كأس العالم لكرة القدم العديد من المشاكل، حيث شهدت مباريات كثيرة على مدار تاريخ البطولة، معدلا مرتفعا من العنف والخشونة.
ومن بين مباريات كثيرة، تبقى "معركة برن" بين البرازيل والمجر أعنف مباراة شهدتها بطولة كأس العالم على مر التاريخ.
وبالعودة الى عام 1954، شهدت مباراة الدور ربع النهائي من مونديال "كأس العالم سويسرا" بين البرازيل والمجر، أكبر نسبة حضور جماهيري بين مباريات البطولة.
وفي ذلك الوقت، كان منتخب المجر واحداً من أقوى الفرق في أوروبا، بقيادة لاعبه الأسطوري بوشكاش نجم ريال مدريد، والذي غاب عن هذه المواجهة بسبب الإصابة.
وفي محاولة للوصول إلى الدور نصف النهائي، خرج كلا الفريقين بكامل نجومهم. وبدأت الإثارة من الشوط الاول، حيث نجح منتخب المجر في التقدم بهدفين في أول ربع ساعة من المواجهة، وفي الدقيقة 18 قلّص البرازيليون النتيجة عبر فيلما سانتوس من ركلة الجزاء.
وخلال الشوط الثاني، بدأ اللاعبون في التدخل بعنف تجاه بعضهم البعض. وتطوّر العنف حتى تبادل بوجيك ونيلتون سانتوس اللكمات، فطردهما حكم المباراة.
وبعد انتهاء المباراة، اشتعل غضب البرازيليين لفوز المجر بنتيجة (4 - 2). لكن لم تنتهِ المباراة هنا، فبمجرد انطلاق صافرة الختام خرجت الأمور عن السيطرة، وأدى اعتراض المنتخب البرازيلي على الحكم آرثر إلي، إلى نشوب صراع بالأيدي بين المنتخبين، شهد أيضاً تدخل رجال الأمن وحتى المدربين والطواقم الفنية والإدارية والمصورين.
ونتيجة للمشاجرة، تعرض العديد من عناصر الفريقين للإصابة، كما تعرض المدرب المجري غوستاف سيبيس لإصابة عنيفة، احتاج بعدها إلى أربع غرز لعلاج جرحه.
وبحسب صحيفة "آس"، فإن الأسطورة بوشكاش الذي غاب عن المباراة بسبب الإصابة، قد شارك فى المعركة واعتدى على مدافع البرازيل بينيرو بزجاجة ليصيبه في رأسه، كذلك قطعت مجموعة جماهيرية تابعة لراقصي السامبا، التيار الكهربائي عن غرفة ملابس المجر، واعتدت بقسوة عليهم، ما تسبب بجروح عميقة لجميع أعضاء منتخب المجر.
وانتهت "معركة برن" التي انطلقت جراء الغضب المفرط لمجموعة من لاعبي كرة القد، بعد تدخل عنيف من رجال الشرطة.