يواجه المنتخب الأرجنتيني نظيره الفرنسي في نهائي كأس العالم 2022، مساء الأحد، في مباراة يتوقع أن تحمل لمحات تكتيكية كبيرة ومحورية، قد تحدد هوية المنتخب الذي سيحمل الكأس الذهبية.
لم يتحسن المنتخب الفرنسي، على عكس الأرجنتين، مع مرور البطولة، ويرجع ذلك أساسا إلى أنهم كانوا بالفعل في مستوى عال للغاية منذ البداية. لقد كان منتخب "الديوك" بالفعل في "قمة السلم" منذ أول مباراة أمام أستراليا، ولم يعد لديهم أي درجات ليتسلقوها، لذلك فهم حافظوا على مستواهم.
فرنسا ليست بحاجة إلى الاستحواذ
فكرة مدرب فرنسا ديدييه ديشامب تكمن في السماح للمنتخب المقابل بالحصول على الكرة والاستحواذ، حيث أن فرنسا تمتلك استحواذا عاما أقل من خصومها خلال البطولة، فالمرتدات عامل أساسي في بناء الهجمة الفرنسية، اعتمادا على سرعة النجم كيليان مبابي، ولا مانع أبدا بامتلاك الكرة لوقت أقل من الأرجنتين.
الكفاءة واللعب المباشر هو مفتاح "لو بلو"
إذا كنت قد شاهدت نادي ريال مدريد في آخر 7 أو 8 سنوات، فهو يتبع نفس الطريقة تماما. لا يحتاج الفريق إلى أن يكون "الأفضل" طوال وقت المباراة، بل يحتاجون فقط إلى معرفة متى يكونون الأفضل خلال فترات معينة في اللقاء.
يعرف كل من فرنسا وريال مدريد كيفية الجلوس بكل سرور بعيدا عن الكرة في شكل دفاعي ويمتصون كل ما يرميه الفريق الآخر عليهم.
مساندة الدفاع
انطلاقات مبابي "المميتة" تكون أكثر فتكا عندما يُسمح له بالدخول من اليسار، وهو الأمر الذي يساعده به الظهير الأيسر ثيو هيرنانديز.
ثيو يتقدم إلى الأمام مما يعيق الظهير الأيمن للخصم، ويسبب للخصم ارتباكا لأنهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيلاحقون مبابي أو يحصنون الطرف من ثيو.
خطة إيقاف مبابي
تنقل المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني بين دفاع من ثلاثة عناصر ودفاع من أربعة خلال البطولة، لكن ضد فرنسا من المتوقع أن يختار 4 مدافعين في الخلف، بخطة 4-4-2.
خطين متقاربين من أربعة لاعبين أفضل طريقة لإيقاف كيليان مبابي، هذه الطريقة عملت بشكل جيد في فوز نصف النهائي على كرواتيا.
ناهويل مولينا قد يحصل على مساعدة لاعبي الوسط رودريغو دي بول، حيث سيقوم بدوريات في الجهة اليمنى لمساندة مولينا بإيقاف مبابي.
استهداف الأرجنتين
مثل المغرب، الأرجنتين ستستهدف الجهة اليسرى للدفاع الفرنسي، وخاصة ثيو هيرنانديز، الذي سيتقدم كثيرا مع مبابي، تاركا خلفه مساحات سيستغلها ليونيل ميسي.
الدفاع الفرنسي متماسك، لكن هيرنانديز هو بالتأكيد "الثغرة"، لأنه متهور أحيانا في الدفاع ومندفع إلى الهجوم، وهو اللاعب الذي سيستهدفه ليونيل ميسي كثيرا.
غريزمان الاكتشاف
كان القرار الكبير الذي اتخذه ديشامب هو وضع أنطوان غريزمان في خط الوسط. قد تحاول الأرجنتين مواجهة وجوده يوم الأحد مع لاعب خط وسط إضافي، ربما لياندرو باريديس، وسيتعين على غريزمان إيجاد طريقة للتغلب على الحمل الزائد المحتمل في الوسط.
إذا لعبت الأرجنتين 4-4-2 مع دي بول وباريديس وإنزو فيرنانديز وماك أليستر، فسيتعين على خط الوسط الفرنسي استغلال أي مساحات شاسعة متبقية خلف خط الوسط، إذا حاول "التانغو" إغراق منتصف الملعب.
لقد رأينا ضد إنجلترا أنه لا توجد مشكلة بالنسبة لغريزمان في القيام بذلك، ومواجهة كثافة خط الوسط، وإيجاد المساحات المناسبة بين الخطوط للمهاجمين.
مباراة الأحد، على الورق، من المحتمل أن تكون مثيرة للغاية، مثل مواجهتهما في كأس العالم 2018، عندما انتصرت فرنسا 4-3، لكن النهائيات ليست كذلك أبدا، ومن المحتمل أن يكون الحذر التكتيكي سيد الموقف.