لا شك أن مواجهة الليلة على ملعب "أليانز أرينا" بألمانيا، بين منتخبي فرنسا وإسبانيا ضمن منافسات نصف نهائي بطولة كأس أوروبا "يورو 2024"، ستكون من أقوى "المعارك" بل "الملاحم" الكروية. اذ يتطلّع المنتخب الإسباني الذي قدّم مستويات مميّزة منذ دور المجموعات، بفض الشراكة مع ألمانيا والانفراد بالرقم القياسي لأكثر المنتخبات تتويجًا باللقب، عبر البحث عن حصد اللقب الرابع بعد أعوام 1964 و2008 و2012، بينما يبحث المنتخب الفرنسي الذي لم يقدّم المستويات المنتظرة منه بعد، عن حصد لقبه الثالث في منافسات "اليورو" بعد نسختي 1984 و2000.
ويخشى منتخب فرنسا هذا، بقيادة المدرب ديديه ديشامب، كابوسًا تاريخيًا قد يلاحقه. فحسب الأرقام والإحصائيات الصادرة عن موقع "ترانسفيرت ماركت"، فإن 36 مواجهة جمعت فرنسا وإسبانيا على مرّ التاريخ، كان التفوّق فيها لصالح الإسبان الذين حققوا الانتصار في 16 مباراة، مع فوز "الديوك" في 13 مباراة، وانتهاء 6 مواجهات بالتعادل.
مخاوف "الديوك" تتمثل في المعدلات التهديفية المتواضعة التي قدمها منتخب بلادهم أمام إسبانيا على مرّ تاريخ المواجهات بين الفريقين، حيث سجل الإسبان في شباك الديوك (64) هدفًا، في الوقت الذي اكتفى فيه الفرنسيون بتسجيل (39) هدفًا فقط.
وخلال آخر 8 مواجهات بين فرنسا وإسبانيا، اكتفى "الديوك" بتسجيل 4 أهداف فقط، مقابل 10 أهداف للإسبان، الأمر الذي يعكس فوارق القدرات التهديفية بين الطرفين في المواجهات المباشرة بينهما.
وقد بلغت فرنسا نصف نهائي كأس أوروبا 2024 من دون أن تُسجّل أي هدف من اللعب المفتوح. وإذا أرادت فكّ عقدتها الهجومية، فإن سهرة اليوم الثلاثاء قد تكون الفرصة المثالية أمام الدفاع الإسباني المنهك، اذ أن آمال "الديوك" في المواجهة المرتقبة، تتمثل في خوضه المباراة المكتملة الصفوف بقيادة كيليان مبابي، في الوقت الذي يغيب فيه داني كارفاخال وروبان لو نورمان عن نصف النهائي بسبب الإيقاف، بالإضافة إلى المصاب بيدري، مما يجعل مهمة دفاع إسبانيا المستنزف صعبة أمام هجوم فرنسا.
وبعيدًا عن الأرقام والإحصائيات، ينتظر أن يشهد لقاء إسبانيا وفرنسا حضور ضيف من نوع خاص للغاية، ممثلًا بمتهم سابق بتهريب الممنوعات. فبحسب موقع "Sport.fr" الفرنسي، فإن السلوفيني سلافكو فينسيتش حكم اللقاء في نصف نهائي كأس أمم أوروبا 2024، وجد نفسه ربيع عام 2020 متهمًا في قضية لتهريب المخدرات بالبوسنة، بعد تفتيش المنزل الذي كان فيه من طرف الشرطة المحلية، ولكن تمت تبرئته من طرف المحاكم في وقت لاحق، بعد إلقاء القبض على الجاني الحقيقي.
ويعد السلوفيني فينسيتش واحدًا من أفضل الحكام في كرة القدم الأوروبية خلال الأعوام الأخيرة، كما أنه يملك خبرة كبيرة، وهو ما سمح له بإدارة مباراتين خلال النسخة الحالية من اليورو، وحدث ذلك في دور المجموعات خلال المواجهة بين إيطاليا وإسبانيا، بالإضافة إلى المباراة بين سويسرا والمجر.